رٌكن الحواديت

رجل الدين الدرامى!

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

من متابعة مقاطع على مواقع التواصل الاجتماعى لاحظت عددا من الأعمال الدرامية عرضت على الشاشتين الصغيرة والكبيرة خلال السنوات الأخيرة، تتعمد تشويه صورة رجل الدين، وتخلط بين المسلم المتطرف والمعتدل، باستثناء عمل أو اثنين. 


الداعية بشر ومن الوارد أن يرتكب الكبيرة، فهو ليس معصومًا كالأنبياء وحق المؤلف أن يقدم نموذجا لهؤلاء للتحذير من انتصار الهوى على النفس. 


وبالمقابل من حق المشاهد أن يرى نموذجا آخر يكون كما هى صورته الذهنية فى عقولنا لرجل الدين الداعى للفضيلة واتباع الخُلق القويم، دون مسخ للعقول، والتسويق بأن كل رجال الدين مجرد نماذج سيئة! 


دراما أسامة أنور عكاشة وعبد الحميد أبو زيد ويسرى الجندى ومحمد صفاء عامر، وغيرهم من أسطوات الكتابة الفاخرة، كانت تعرض العمل الإبداعى بشقى السلوك الإنسانى «خيره وشره» بين أبطاله، وهم رواد مدارس تأسست على الموضوعية، التى تقول إنه ليس من الإنصاف عرض الشخصيات من جانب واحد.


إن ما يمارسه مدعو الكتابة الدرامية حاليا ينذر بأن قوة مصر الناعمة فى خطر، وأنها لو كانت سكينا فبدلا من أن نستخدمها فى المباح نذبح بها القيم والأخلاق، ونقتل الفضيلة فى حقبة نحن فى أمس الحاجة لأى قدوة حسنة نستلهم من سلوكها عزيمة ننتصر بها على ما نواجهه من مِحَن.