صالح سليم| السر وراء غضب «أسطورة الأهلي» بسبب «حفلة زار»

صالح سليم
صالح سليم

صالح سليم أسطورة النادي الأهلي، تحل اليوم ذكرى وفاته، و الذي رحل عن عالمنا يوم 6 مايو عام 2002، عن عمر ناهز 72 عاماً.

صالح سليم وتختة المدرسة

صالح سليم روى لمجلة أخبار الرياضة قصة التحاقه بفريق الكرة لمدرسة الأورمان قائلاً: في أحد الأيام وأثناء الدراسة قرأت إعلانًا على «تختة» المدرسة في «الحوش»، يدعو كل من يجيد لعبة كرة القدم أن يتقدم إلى «عزيز أفندي» أثناء فسحة الغداء ظهرًا، وذلك تمهيدًا لتكوين فريق للمدرسة وتوجه به فرق المدارس الأخرى.

ويستطرد صالح قائلاً: وشعرت بسعادة كبيرة، وسارعت للاستجابة لهذه الدعوة وتم تجميع التلاميذ الذين سجلوا أسماءهم، وذهبنا إلى ملعب كرة قدم بمساحة الملاعب الرسمية لإجراء اختبار حتى يتم اختيار أعضاء الفريق.

وعندما دخلت أرض الملعب شعرت برهبة من تلك المساحة الشاسعة التي وجدت نفسي فيها، كان الملعب كبيرًا جدًا بالنسبة لي، واكتشفت أن مساحته هائلة بالنسبة للملاعب التي لعبت عليها، فقد تعودت على اللعب في فناء المدرسة أو في شارع «عكاشة» بالدقي.

وحققت نجاحًا كبيرًا في الاختبارات ونلت الكثير من الثناء، وكم كانت سعادتي في ذلك الوقت حينما تم اختياري عضوًا بفريق مكون من أحد عشر لاعبًا، وبدأت المباراة وجريت ولعبت وانطلقت ونجحت في هذه المباراة وتقرر ضمي إلى فريق مدرسة «الأورمان» الابتدائية، وكنت وقتها تلميذًا بالصف الرابع الابتدائي.



صالح سليم والسر وراء إطلاق لقب المايسترو عليه

صالح سليم أجيب على سؤال محرر أخبار الرياضة فقال: كان لي أسلوب مميز في الملعب، وكانوا يقولون أني أبدو في الملعب كراقص الباليه، والبعض شبهني بالمايسترو لأني كنت أقوم بدور صانع الألعاب الذي يوزع الكرات والأدوار على باقي اللاعبين.

ويستكمل صالح حديثه قائلاً: كنت أهتم بربط زملائي ببعضهم وبالكرة وبالتمرير إلى اللاعب في المكان المناسب أكثر من اهتمامي بتسجيل هدف يحسب لي.

لذلك كان كل لاعب من فريقي يستحوذ على الكرة يهتم أولاً بأرسالها لي حتى أوجهها إلى اللاعب الصحيح والمناسب حتى نسجل هدفًا يحسب للفريق كله.

وبمعنى آخر.. كثيرًا ما كنت أقوم بوضع الخطة وأنا بالملعب، وأتذكر إحدى المباريات التي قمت فيها بهذا الدور، وكان لمنتخب مصر أمام نيجيريا، وانتهى الشوط الأول بفوزنا 2 - 1 وخلال الفترة بين الشوطين طلب منا المدرب أن نلتزم بالدفاع حتى نحافظ على الفوز.

ولكنني في الشوط الثاني لم أجد أي داع لذلك، وقررت أن نهاجم وبالفعل انتهت المباراة لصالحنا 6 - 1، فقد وهبني الله سبحانه وتعالى موهبة قراءة المباراة وكشف أسلوب الفريق المنافس وفهم «التكتيك» الذي يلعب به، وكنت أفعل نفس الشيء في الكثير من المباريات التي لعبتها سواء مع الأهلي أو مع منتخب مصر.

أقرأ أيضاً..في ذكرى وفاة «الأسطورة» صالح سليم.. محطات مايسترو النادي الأهلي | فيديو

صالح سليم وخناقة في بيت الفن

نشرت جريدة أخبار اليوم في 7 فبراير عام 1959، السر وراء ارتكاب مايسترو النادي الأهلي "صالح سليم" أخطاء عديدة أثناء مباراة الردستار، وانفعاله الزائد،  والسبب هي قطعة شاش صغيرة على وجه صالح وقليل من المتفرجين لاحظوا هذه القطعة، فهي تخفي وراءها قصة مثيرة.

وهي قصة حفلة زار أقيمت في بيت مسيو ميللو في القلعة وهو روسي يقيم في بيت أثري قديم اسمه بيت الفن، كان يقيم فيه حفلات شرقية ويتردد عليه رجال السلك الدبلوماسي الأجنبي.

وفي أحد الأيام أقام مسيو ميللو حفلة زار وكان صالح سليم بين الذين حضروا؛ حيث تم دعوته على أنها حفلة شرقية عادية، ثم دقت الطبول وبدأ الزار، وبدأت الرءوس تهتز والأجساد تتمايل.

وفجأة حدثت مشادة بين صالح سليم والبارمان، وأراد أن يتدخل مهندس الأثاث "فاظلو" وثار صالح عليه ثم تقدم أحد مشايخ الزار وقامت مشاجرة أدت إلى إصابة صالح.

ووجد فاظلوا الدم على يديه فصرخ وقال "خلاص دبحوني"، ثم تبين أنه لم يذبح وأن دماء صالح سليم سقطت عليه، وحدث هرج ومرج وأسرع صالح يعدو إلى الخارج.

ووجد قهوة مجاورة عليها عددًا من أنصار الأهلي، وعندما علموا أن صالح سليم تم الاعتداء عليه في حفلة زار، أسرع الموجودون في القهوة لنجدته وبينهم عدد من الفتوات وتقدموا في طريقهم إلى بيت الفن.

وكانت هناك سيدة على أول البيت رأت صالح والفتوات من بعيد فأسرعت تطلب من الموجودين في الزار بأن يسرعوا ويخرجوا وينجوا بأنفسهم، وصرخت السيدات وأسرع الحاضرون يغادرون المكان بسرعة وينجون بحياتهم.

وبعد ذلك وصل الفتوات ولم يجدوا أحدا، وأسرع صاحب البيت يقدم اعتذاره لصالح وقبل الاعتذار، ونزل صالح يتقدمه الفتوات، ووصل النبأ إلى الأندية والصالونات، وقيل أن السيدات اللاتي حضرن الزار شفين نهائيًا من العفاريت.
 وكان هذا كله سر قطعة القماش الملصقة في وجه صالح سليم في هذه المباراة والتي لم يلاحظها الكثير.