د.محمد إبراهيم العشماوى أستاذ الحديث فى جامعة الأزهر
من العادات المصرية التى لها أصل فى الشريعة الإسلامية؛ كثرة التزويج فى أيام عيد الفطر المبارك، فقد تزوج النبى صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضى الله عنها فى شهر شوال، ودخل عليها فى شهر شوال، وكانت هى تحب أن تزوج نساءها فى شهر شوال!
والزواج فى شوال مستحب عند السادة الشافعية رضى الله عنهم، وكان أستاذنا العارف بالله تعالى، الشيخ عبد السلام أبو الفضل -وكان شافعيا، يكاد يحفظ المذهب عن ظهر قلب- يزوج بناته فى شهر شوال، ويذكر هذا الحديث، وأنه مذهب السادة الشافعية، وربما عقد لهن العقد فى مسجد سيدنا الإمام الشافعي، إمام المذهب، رضى الله تعالى عنه!
قال العلماء ما حاصله: إن الحكمة من زواج النبى صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضى الله عنها فى شهر شوال؛ الرد على اعتقاد العرب فى الجاهلية؛ إذ كانوا يتشاءمون من الزواج فى شهر شوال، كراهية لاسمه؛ فقد كانوا يتوهمون أن المرأة إذا تزوجت فى شوال امتنعت من زوجها، كنا تمتنع طروقة الجمل إذا لقحت وشالت بذَنَبِها!
وهو مأخوذ من تشويل لبن الإبل؛ إذا ولى وأدبر، عند اشتداد الحر وانقطاع الرُّطَب، فتشاءموا بالزواج فيه لذلك، فردَّه النبى صلى الله عليه وسلم عليهم، وتزوج فيه!
وكل تشاؤم من زمان أو مكان أو إنسان أو حال؛ فهو مردود على صاحبه؛ لأنه لا تشاؤم ولا طِيَرةَ فى الإسلام!
قلت: وفيه من الحكمة أيضا؛ الترويح عن النفس بنيل شهواتها المباحة، بعد امتناعها عنها، مدة شهر رمضان، وبالله التوفيق!
