فى المليان

مــبــادرة حـيـاة كـريـمـة تتقدم الحوار الوطني وباقي المبادرات الرئاسية

حاتم زكريا
حاتم زكريا

أشرت فى الأسبوع الماضى إلى أن إفطار الأسرة المصرية العائد بعد غيبة عامين بسبب جائحة كورونا كان سبباً أساسياً فى إطلاق الحوار الوطنى الذى نعول عليه جميعاً لتحقيق المزيد من الإصلاحات السياسية..

والحقيقة أن فكرة الحوار الوطنى كانت فكرة مختمرة فى ذهن الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ فترة طويلة، وقد أشار إليها بوضوح فى حديثه إلى الصحفيين والإعلاميين على هامش جولته التفقدية بتوشكى عندما قال إننا نحتاج إلى حوار سياسى يتناسب مع الجمهورية الجديدة» ..

أى أن هذه الفكرة المهمة لم تكن وليدة اللحظة فى حفل إفطار الأسرة المصرية يوم الثلاثاء 26 إبريل الماضى أيضاً .. 


والمهم الذى أريد أن أؤكد عليه أن كثيراً من الأفكار الإصلاحية التى  تهدف لخدمة المواطن المصرى العادى كانت تدور فى ذهن الرئيس الذى يبحث عن كل ما هو مفيد لشعبه ويحسن من أحواله المعيشية، ولا شك أن المبادرة الوطنية «حياة كريمة» والتى أطلقها الرئيس السيسى يوم 2 يناير 2019 وهى مبادرة متعددة فى أركانها ومتكاملة فى ملامحها تهدف إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصرى وحفظ كرامته وحقه فى العيش الكريم، ذلك المواطن الذى تحمل فاتورة الإصلاح الإقتصادى الذى كان ضرورة لمواجهة الحالة الإقتصادية المتردية عقب ثورة 2011 وما تلتها منذ تولى جماعة الإخوان السلطة فى البلاد.. 


ومن هنا رأت القيادة المصرية أنه كان لزماً أن يتم التحرك على نطاق واسع فى إطار من التكامل وتوحيد الجهود بين مؤسسات الدولة الوطنية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدنى وشركاء التنمية فى مصر لأن ما تسعى هذه المبادرة إلى تقديمه من مجموعة متكاملة من الخدمات تشمل جوانب صحية واجتماعية ومعيشية هى بمثابة مسؤولية ضخمة ستشارك كافة هذه الجهات فى شرف والتزام تقديمها إلى المواطن المصرى خاصة إذا كان من الفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً للمساعدة حتى تستطيع أن تحيا الحياة الأفضل التى تستحقها والتى تضمن لها الحياة الكريمة.. 


والكثيرون يرون فى دور مبادرة حياة كريمة أحد أهم وأبرز المبادرات الرئاسية لتوحيد كافة جهود الدولة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص لهدف التصدى للفقر المتعدد الأبعاد وتوفير حياة كريمة توفر تنمية مستدامة للفئة الأكثر احتياجاً فى محافظات مصر لسد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعهم والاستثمار فى تنمية الإنسان وتعزيز قيمة الشخصية المصرية.. 


وتهدف مؤسسة حياة كريمة إلى التدخل الإنسانى لتنمية وتكريم الإنسان المصرى وحفظ كرامته وحقه فى العيش الكريم لإحداث تغيير ملموس لتكريس كافة مجهودات العمل الخيرى والتنموي.. 


ويذكر أنه ولأول مرة على مستوى العمل العام تجتمع أكثر من 20 وزارة وهيئة و23 منظمة مجتمع مدنى لتنفيذ هذا المشروع الأهم على الإطلاق وسواعد الشباب المصرى المتطوع للعمل الخيرى والتنموى من خلال مؤسسة حياة كريمة.. 


ولأننا نعتبر «مبادرة حياة كريمة» من أهم المبادرات الرئاسية التى أطلقت على الإطلاق فإننا نتناول هذه المبادرة بشيء من التفصيل من حيث مرتكزات المبادرة وأهدافها والمبادئ الأسياسية لها والفئات المستهدفة ومحاور عملها ومراحل تنفيذها.. 

وضعت مؤسسة حياة كريمة مرتكزات المبادرة لتكون: 

تضافر جهود الدولة مع خبرة مؤسسات المجتمع المدنى ودعم المجتمعات المحلية فى إحداث التحسن النوعى فى معيشة المواطنين المستهدفين ومجتمعاتهم على حد سواء.. 

أهمية تعزيز الحماية الاجتماعية لجميع المواطنين. 

توزيع مكاسب التنمية بشكل عادل. 

توفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية 

أهداف المبادرة: 

التخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا فى الريف والمناطق العشوائية فى الحضر.

التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجاً بهدف القضاء على الفقر. 

الارتقاء بالمستوى الاجتماعى والاقتصادى والبيئى للأسر المستهدفة. 

توفير فرص العمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم. 

تنظيم صفوف المجتمع المدنى وإشعاره بفارق إيجابى فى مستوى معيشتهم. 

الاستثمار فى تنمية الإنسان المصري، وسد الفجوات التنموية.. 

محاور عمل المبادرة: 

سكن كريم 

بنية تحتية لمشروعات متناهية الصغر وتفعيل دور التعاونيات الإنتاجية فى القري. 

خدمات تعليمية. 

تمكين اقتصادي. 

تدخلات اجتماعية وتنمية إنسانية. 

مراحل عمل المبادرة: 


المرحلة الأولى من تنفيذ المبادرة: تستهدف المرحلتين الأولى عدد 377 قرية الأكثر احتياجاً والأكثر تعرضاً للتطرف والإرهاب الفكرى والتى تتراوح نسبة الفقر فيها 70% فأكثر بإجمالى عدد أسر 756 ألف أسرة (3 ملايين فرد) من 11 محافظة .. 


المعايير الأساسية لتحديد القرى الأكثر احتياجاً. 


ضعف الخدمات الأساسية من صرف صحى ومياه وانخفاض نسبة التعليم وسوء أحوال شبكات الطرق، والاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة. 


وفى كل الأحوال فإن مبادرة حياة كريمة تستهدف 60 مليون مصرى على الأقل فى كل المراحل.. 


وإذا كنا قد سعدنا وهللنا بدعوة الرئيس السيسى لإطلاق حوار سياسى لا يستثنى أحداً، فإننا نؤكد أن مبادرة حياة كريمة تعد أهم المبادرات التى أطلقتها مؤسسة الرئاسة منذ عام 2018، ونأمل أن تأخذ أوضاعها مراكز أفضل فى التنمية المستدامة لمصر ..