سر أقدم كعكة في تاريخ البشرية.. «بصمة مصرية أصيلة»

سر أقدم كعكة في تاريخ البشرية
سر أقدم كعكة في تاريخ البشرية

منذ خمسة آلاف عام وأكثر، ترك لنا المصريين القدماء نقوشًا لكحك العيد الذي نعرفه اليوم، ليزين به جدران المعابد في الأقصر ومنف، بل أن بعض تلك النقوش وجدت أيضًا داخل هرم خوفو بمخافظة الجيزة، ما يؤكد لنا أن الكحك كان عادة مصرية قديمة مقدسة.

 

واستطاع المصريون القدماء أصحاب أول كل تقدم في شتى المجالات صناعة اقدم كعك (كحك) في التاريخ وبقت قطعة لنا من العالم القديم ضمن الآثار التي اكتشفت لتثبت ابتكار المصريين القدماء صناعة الكعك والكيك وأنهم أول ما عرفوا المخبوزات المحلاة.


وتم العثور على أول كعكة مصرية قديمة في بدايات القرن الماضي وهي الآن بالمتحف البريطاني تحت رقم Ea5345 ، عند فحصها من قبل العلماء المختصين مؤخرا ثبت انها تمثل كعكة مخبوزة بالتمر والحبوب و تم زخرفة وجهها باشكال دائرية مطبوعة.

 

يرجع أقدم تسجيل وذكر للكعك في التاريخ البشري لعصر الأهرام الأسرة الخامسة منذ 4500 عاما حيث تفيد السجلات ان الكعك الذي كان يسمي باللغة المصرية (شعت) تم تقديمه في أحد المهرجانات الدينية وفي عيد بداية السنة الجديدة كما يحدث في ايامنا هذه.


 واتفق العلماء اليوم ان الكعك والمعمول والكيك يرجع أصله القديم للحضارة المصرية التي سرعان ما صدرت فكرته لبقية الشعوب المجاورة حتي اصبح اليوم ميراثا مشتركا للبلدان في الشرق والغرب.

وكان اكتشاف الخميرة واستخدامها في الخبز حدث أول مرة في مصر القديمة مما صنع ثورة في عالم المخبوزات والصناعات الغذائية مثل الجعة وغيرها والتي عثر علي اقدم مصانعها في مصر ويعود لستة آلاف عام.

 

 

 

 

تفيد الأدلة أن استخدام الخميرة في الخبز انتقل من مصر الى بابل واليونان وروما مثلما انتقلت فكرة صناعة الكعك والبسكويت من مصر إلي الأقطار الأخرى لكنها تظل في مصر تحتفظ حتي بالشكل ذاته الذي لم يتغير رغم مرور آلاف السنوات.

 

 

 

 

ويعتبر "الكعك، المعمول، الكيك، البسكويت"، هي منتجات غذائية مصرية ورثها العالم اليوم وهي لا تختلف في أيامنا عن هذه الكعكة التي بالصورة والتي يقترب عمرها من اربعة آلاف عام ولم تزل تحتفظ بالزخرفة علي وجهها.

 

 

 

كما عرف المصري القديم، الخبز منذ 7 آلاف سنة قبل الميلاد والوثائق والأدبيات في ذلك عديدة، الخبز كان من أهم القرابين المقدمة في عهد الملك رمسيس، ففي عصر المصري القديم استخدم الفراعنة الخبر للتمييز الطبقي والاجتماعي، إذ كانت هناك ثلاث أصناف منه في مصر الفرعونية من دقيق القمح للأغنياء، ومن دقيق الشعير للطبقة المتوسطة، أما الفقراء فكان لهم خبز أسمر من دقيق الحبوب البرية.

 

 

 

 

قالت منة الله الدري، خبيرة علم الآثار المصرية، إن النصوص المصرية القديمة ورسوم جدران المقابر الفرعونية أفادتنا بمعلومات كثيرة عن نوعية الأطعمة والمشروبات التي عرفها المصري القديم بالإضافة إلي فنون الطهي عندهم، هذا بخلاف مقاومة بعض بقايا الحبوب والمأكولات التي عُثر عليها لعوامل الزمن.

 

 

 

 

وأضافت الدري، أن الطعام كان في مصر القديمة يعتمد بالأساس على الخبز والبيرة إلى جانب الخضروات، وأن الخبز يُصنع من القمح الذي يتم طحنه، وعجنه، وخبزه وهو ما كان يشكل جزءً لا يتجزأ من الحياة اليومية للمصري القديم، وإلى اليوم هناك بضعة مئات من الأرغفة التي يرجع تاريخها إلى تلك الفترة والتي لم تتلف أو تفنى بفضل جفاف وصحراوية المناخ في مصر.

 

 

 

أكدت" الدري"، أن المصريون القدماء كانوا يتقنون خبز أكثر من أربعين نوعاً مختلفاً من الخبز (بل والكعك أيضًا)، كان هناك أرغفة مستطيلة الشكل، وأخرى مستديرة، أرغفة مسطحة، وأخرى مثلثة، بل كانت هناك أيضًا أرغفة على شكل إنسان أو حيوان، وقد أضاف المصري القديم العسل والفواكه المجففة لعمل الخبز الحلو أو ما نطلق علية اليوم "الكعك".

 

 

 

 

كما عرف المصري القديم أيضًا، الخبز الأسمر، فكانت الحبوب المتكسرة (أو المدشوشة) تُغلي في الماء ثم تُضاف إلى عجينة الخبز الخفيفة وتخبز للحصول على رغيف طرى لدن، وكان تشكيل الخبز يتم إما بواسطة الأيدي وهو ما دلتنا عليه أثار ضغط الأصابع على بعض الأرغفة، أو بواسطة قوالب، وكان الخبز يُزين بعمل بعض الثقوب به أو بوضع الفاكهة المجففة على سطحه.

 

 

 

وأشارت "الدري"، إلى أن الجعة كانت أيضا أحد الأركان الأساسية في المطبخ المصري القديم، ولكنها كانت أثقل قواماً وأكثر قيمة غذائية من الجعة المعروفة الآن، بل لا نبالغ عندما نصفها بالطعام السائل، فقد كانت الجعة مصدراً هاماً للسكريات والنشويات والأحماض الدهنية والأمينية الهامة والفيتامينات والمعادن.

 

 

 

أضافت "الدري"، أن رغيف الخبز المصنوع من حبوب الغلال كان الطعام الأساسي للمصريين، إذ إنهم أول من اكتشف خميرة الخبز في عام 4000 قبل الميلاد، وهم أول من انتصر لدقيق القمح على غيره من الحبوب في تحضير الخبز، وكانوا يقومون بخلط الخميرة والحليب والتوابل مع الملح وعجن المزيج باليد ثم تقطعيه وطهيه في مقلاة.

 

 

 

ويعُتقد أن صناعة الجعة آنذاك، كانت تتم بنقع الأرغفة في الماء "أرغفة خاصة لصنع الجعة"، ثم تركها لتتخمر في أوعية كبيرة مع إضافة التمر أو الشعير إليها، وقد توصلت بعض الأبحاث الحديثة بالفعل إلى صناعة الجعة بنفس تلك الطريقة التي اتبعها المصري القديم.