حبر على ورق

مشاهد من مسلسل العيد

نوال مصطفى
نوال مصطفى

مر رمضان كالطيف المضىء، انقضت أيامه سريعا ليترك داخلنا مشاعر روحانية خاصة، حنينا مباغتا، ورغبة فى إبقاء حالة السكينة والسلام الداخلى التى نعيشها خلال أيامه الفواحة بالبركة والخير، نقضى شهرا فى السنة صائمين خاشعين، متضرعين إلى الله أملا فى غفرانه، وطمعا فى كرمه ورعايته.

ثم جاءنا العيد بفرحته وبهجته، حل علينا عيد الفطر المبارك الذى ينتظره الصائمون بصبر وسعادة، بعدما أدى كل منهم فروضه وعباداته التى يحرص عليها فى رمضان، وأخرج ما يستطيع للمساهمة فى عمل إنسانى يؤمن به، ويرغب فى دعمه ومساندته، سواء كان مستشفى أو جمعية أهلية ترعى فئة من بسطاء مصر القريبين من قلوبنا جميعا. خلال أيام العيد عشنا أحداثا عديدة، استوقفتنى بعض المشاهد، واللقطات ويسعدنى مشاركتها معكم قرائى الأحباء.

قبل أن أتكلم عن لقطات ومشاهد العيد لابد أن أتوقف أمام مشهد مهم جدا، وفارق بالنسبة لى ولكل مصرى مخلص لتراب هذا الوطن. إفطار الأسرة المصرية يوم 26 إبريل، الموافق 25 رمضان، وهو تقليد يحرص عليه الرئيس السيسى كل عام، ويضم الإفطار ممثلين عن كل طوائف وفئات الشعب المصرى. هذا العام ظهر وجهان جديدان، هما حمدين صباحى المرشح الرئاسى السابق، وخالد داوود المنتمى لحزب الدستور. تكلم الرئيس عن أهمية مشاركة المعارضة المصرية فى صياغة الرؤية المستقبلية لمصر، وهذه خطوة بالغة الأهمية حتى تنطلق مصر بخطى ثابتة فى طريق بناء الجمهورية الجديدة.

أما مشاهد العيد، فتتصدرها لقطة للرئيس عبد الفتاح السيسى يدخل مسجد المشير طنطاوى لأداء صلاة العيد وبصحبته أطفال الشهداء، وما إن ينتهى من الصلاة حتى يتوجه إلى مركز المنارة للحضارة ليقضى صباح يوم العيد مع الأطفال الذين حرمتهم يد الغدر والتطرف من آبائهم. أطفال الشهداء الأبرياء، يلعب معهم بحنو وطيبة واحتواء، لا يتعامل معهم باعتباره رئيسا، بل أبا لكل هؤلاء الذين ضحى آبائهم بدمائهم فداء لمصر. خلع الرئيس الجاكت والرسميات، وعاش ساعات من الحب الخالص مع الأطفال. وكانت صور وكادرات هذا اللقاء الأبوى الصادق هى لقطة العيد بالنسبة لى.

هنأ الرئيس أبطال مسلسلى «الاختيار3 « و»العائدون» وصناع هذين العملين وقال: إن هذا جزء صغير مما حدث بالفعل خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر، كان الإخوان يهددون بإحراق مصر لو تم إبعادهم عن السلطة، وخيرت الشاطر هددنى أنا شخصيا لمدة 45 دقيقة متواصلة ولم أخضع للتهديد فمصر لها جيش يحميها.

مشهد مختلف من مشاهد العيد نرى فيها كادرا عريضا يتجمع داخله العديد من الأسر المصرية التى لم تشعر بقدوم العيد أصلا! هؤلاء الذين يعيشون حالة الطوارئ مع أبنائهم وبناتهم فى البيت استعدادا لامتحانات آخر السنة يوم السبت التالى للعيد مباشرة. قلوبنا معهم، ودعائنا بالتوفيق والنجاح، وأن يكلل الله بعد فترة توتر الامتحانات التى ذهبت معها حلاوة العيد.

مشهد آخر يهز القلب، نظرات الامتنان والرضا فى عيون المفرج عنهم، القرار شمل الإفراج عن 986 نزيلا محكوما عليهم بتعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، بينهم عدد من الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، مشهد خروجهم من وراء القضبان إلى الحرية ودفء العائلة والأولاد جميل ومؤثر. تمتزج الدموع بالابتسامات، الفرح بالشجن والزغاريد والأغانى بالأحضان الحارة والنظرات المتعبة. إنها لقطة حقيقية صادقة، وإنسانية.

كانت تلك هى أهم المشاهد التى استوقفتنى خلال أيام العيد. فما هى اللقطات التى استوقفتك أنت؟!.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي