خطة تل أبيب لاحتواء ذكرى «النكبة»

مسيرات الفلسطينيين بالقدس صداع فى رأس تل أبيب
مسيرات الفلسطينيين بالقدس صداع فى رأس تل أبيب

فرضت إسرائيل استنفارًا أمنيًا وتأهبًا عالى الدرجة داخل مدينة القدس، تزامنًا مع استعداد الفلسطينيين لإحياء ذكرى «يوم النكبة» الموافق 15 مايو الجاري، وحلول الذكرى السنوية هذا العام فى أعقاب أعمال عنف شهدتها باحات المسجد الأقصى، أصرت خلالها عناصر يهودية متطرفة على تغيير الوضع القائم فى الأماكن المقدسة.

إقرأ أيضاً | بعد مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين| الاحتلال ينسحب من ساحة الأقصى ويفتح أبواب

وتعى الدوائر السياسية قبل الأمنية فى تل أبيب حساسية وربما خطورة ملف الأماكن المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين فى المدينة المحتلة، ما حدا بها إلى امتصاص ردود الفعل الغاضبة، وتجميد عمليات اقتحام المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية، تفاديًا لتصعيد أمنى غير محسوب فى منطقة حُبلى من الأساس باحتقان ملتهب. وتزامنًا مع محاولات احتواء الموقف الذى تقاطع فى توقيته مع شهر رمضان، وضعت دوائر إسرائيل الأمنية عينها على «يوم النكبة» المنتظر، الذى اعتاد الفلسطينيون فيه تنظيم مسيرات فى مختلف مدن وقرى الأراضى المحتلة لاسيما مدينة القدس، لشجب وإدانة الاحتلال. وارتأت حكومة إسرائيل ضرورة التعاطى الاستباقى مع اليوم الموعود عبر تخفيف ما تصفه بقوة الردع، والعزوف عن القرارات أحادية الجانب، وخطوات تغيير الوضع القائم فى المسجد الأقصى، خاصة فى ضوء تضافر قوى المقاومة فى القدس الشرقية، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وما يُعرف بـ«الوسط العربى فى إسرائيل». بينما يعزو مراقبون تراجع تل أبيب عن التصعيد إلى اعترافها بمحدودية قوتها، وانعدام قدرتها على فرض واقع جديد يعارضه الفلسطينيون، خاصة فى ظل ردود الفعل العربية الرافضة للتصعيد الإسرائيلى فى باحات الحرم القدسي؛ وربما أفضى كل ذلك إلى عزوف إسرائيل عن الرد على زخات القذائف التى أطلقتها حماس خلال الآونة الأخيرة من قطاع غزة. 

رغم ذلك، تتحسب إسرائيل من موجة تردى جديدة للأوضاع الأمنية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة خلال إحياء ذكرى «يوم النكبة»، وتعتزم عبر خطة أمنية نشر مئات العناصر الشرطية فى مختلف المناطق بما فى ذلك القدس والضفة الغربية.