إسرائيل تغازل الأسطول الخامس على أنقاض «المدمرة إيلات»!

داخل إحدى غواصات الوحدة 663 الاستخباراتية الإسرائيلية
داخل إحدى غواصات الوحدة 663 الاستخباراتية الإسرائيلية

دون مناسبة، بالغت إسرائيل فى استعراض إمكانات إحدى وحداتها الاستخباراتية البحرية؛ ورغم ما هو معروف عن ضعف سلاح البحر الإسرائيلى قياسًا بسلاح الجو، خرجت تل أبيب عن المألوف بتعديد مآثر الوحدة المعروفة برقمها الكودى 663، والمهام السرية التى قامت بها على بعد آلاف الكيلومترات من سواحل إسرائيل، ودورها فى اغتيال نائب الرئيس الفلسطينى الراحل خليل الوزير المعروف بـ«أبوجهاد» فى تونس عام 1988.

وفى حين تلافت إسرائيل التطرق إلى أسباب حديثها عن الوحدة البحرية السريَّة فى هذا التوقيت، كشفت التطورات الحاصلة فى البحر الأحمر مآرب تل أبيب، خاصة بعد إعلان قيادة الأسطول الأمريكى الخامس تدشين قوة بحرية جديدة لتعزيز تأمين حركة الملاحة البحرية والممرات المائية، بداية من خليجى العقبة والسويس حتى مضيق باب المندب، واعتراف قائد الأسطول براد كوبر بعجز القوة الجديدة الممثلة فى سفينة القيادة USS Mount Whitney عن تأمين كامل البحر الأحمر بمفردها، وافتقار عمليات التأمين إلى شراكة إقليمية.

ورغم إحجام إسرائيل، حتى الآن، عن إعلان انضمامها إلى قوة الأسطول الخامس الجديدة، لكن دوائر عسكرية عزت كشفها إمكانات الوحدة 663 إلى «تزكية مشاركتها فى عمليات قوة الأسطول الأمريكى الخامس»؛ وربما لاح قصد إسرائيل عند التركيز على خصائص بعينها، ومنها انتماء الوحدة الاستخباراتية إلى أكثر الوحدات سريَّة فى سلاح البحر الإسرائيلي، واعتمادها على «عناصر النخبة» فى السلاح. 

وإلى جانب تدريب غير تقليدي، تعتمد الوحدة على إثراء لسان عناصرها بلغتين أساسيتين هما العربية والفارسية بلهجاتهما المختلفة، ويتحرك طاقمها عبر غواصة فى مياه البحر، لجمع معلومات عبر التنصت على دوائر اتصالات الهدف، حتى أنه يمكنها رسم صورة للمصدر، وإبلاغ غرفة العمليات بتقارير سريعة ودقيقة حول الجهة المرصودة تمهيداً للتعامل معها.

وتبدو رسالة تزكية إسرائيل للمشاركة فى القوة البحرية الأمريكية واضحة فى ظل تصدير فكرة التركيز على اللغتين العربية والفارسية ولهجاتهما المختلفة، لاسيما أن العناصر المستهدفة فى البحر الأحمر، سواء كانت من الحوثيين اليمنيين، أو عناصر تنظيم «القاعدة»، أو سفن القرصنة الإيرانية التى تهدد الملاحة فى البحر الأحمر محسوبة فى مجملها على الناطقين باللغتين العربية والفارسية.

إقرأ أيضاً | لأول مرة... تدريبات عسكرية بين اليابان وأمريكا على إنزال جوي

ووسط نشوة تعديد مآثر الوحدة 663، والتباهى بقدراتها الاستخباراتية غير المحدودة، تجاهلت إسرائيل إخفاقات الوحدة ذاتها، التى سبق وكشفتها صفحة «من قلب إسرائيل» فى 17 أكتوبر الماضي، حين كشفت استنادًا إلى موقع «ميناديفينس» الفرنسى نجاح سلاح البحر الجزائرى فى رصد وإحباط عمليات تخابر غواصة إسرائيلية من طراز «دولفين» قرب السواحل الجزائرية، وإرغامها الظهور على سطح الماء، وهو ما يعد استسلامًا بلغة معارك الغواصات.

وحتى فى طور إعداد سيرة ذاتية حول الوحدة البحرية الإسرائيلية، أعاد موقع «والَّا» العبرى نبش جراح الماضي، حين ربط بين تفكير تل أبيب فى تأسيس الوحدة 663، وواقعة تدمير وإغراق المصريين المدمرة الإسرائيلية «إيلات» بعد حرب 1967؛ مشيرًا إلى أنه بعد مقتل 47 وإصابة 91 إسرائيلى فى عملية «إيلات»، تقرر تدشين وحدة تنصت مستقلة، بعد أن كانت تابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المعروفة برقمها الكودى 8200. ولم يُكشف منذ ذلك الحين عن هوية الوحدة البحرية السريَّة إلا تزامنًا مع إعلان الأسطول الأمريكى الخامس انفتاحًا على قوى إقليمية للمشاركة فى تأمين حركة الملاحة والممرات المائية فى البحر الأحمر.