صلاح ومـــــــــــــــــانى.. غرام بعد انتقام

صلاح ومـــــــــــــــــانى
صلاح ومـــــــــــــــــانى

 

بداية متوترة.. صراع رقمى.. ثم هدنة.. فهل تستمر؟

كتب محمد حامد :

علاقة صعب تفسيرها، ليس من السهل تحديد ملامحها، فقط هناك حقيقة ثابتة وأن المكان الذى يجمعهما واحد، والديانة واحدة، والقارة كذلك، إلا أنها طبيعة الحياة الدنيا، يختلف فيها شعور البشر تجاه بعضهما، وعندما تتصادم الأهداف تزداد حدة رغبة الفرد تجاه تحقيق هدفه الشخصى، «الزمالة» التى نحن بصدد الحديث حول أبعادها فى السطور التالية هى التى تجمع محمد صلاح والسنغالى ساديو مانى نجمى فريق ليفربول. اجتمعت ثنائيات أفريقية فى فرق أوروبية كبيرة، إلا أن ثنائية صلاح ومانى سيتوقف عندها التاريخ الكروى كثيراً فلم يكن هناك جودة واستمرارية فنية بين ثنائية أفريقية بنفس الفريق مثل ما قدماه أو على الأقل إن حدثت فلم ولن تكن بنفس الزخم والاهتمام العالمى.


الاتفاق بينهما كما ذكرنا سالفاً له حضوره، فهما يلعبان فى نفس النادى، وديانتهما الإسلام حتى أن مدربهما يورجن كلوب تحدث عن التزامهما بالشعائر الدينية، بالإضافة إلى أنهما ينتميان للقارة الأفريقية، وللمفارقة أن موقع «ويكبيديا» رصد مستوى طول كل منهما الذى يقدر بـ1,75 متر وبالطبع فإن مركزيهما فى الملعب واحد تقريباً.
البداية الاجتماعية لكل منهما كانت متشابهة، هذا وذاك تعرض للمشقة فى بداية مسيرته، حيث كانت كرة القدم خير ملاذ للانتقال من صعوبات الحياة إلى تحقيق الحلم المنتظر.
وصل مانى لليفربول فى 2016 منتقلاً من ساوثهامبتون الذى يقبع فى نفس الدورى، وفى 2017 لحقه صلاح من صفوف روما لتتكون الثنائية القوية والفريق المرعب الذى يعد أحد أقوى النسخ فى تاريخ النادى ومازال مُنتظرا منه الكثير.
بالانتقال إلى مشهد النهاية المؤقتة التى نعيش تفاصيلها الآن، هو أن هناك هدنة بين الطرفين إن صح التعبير- فقد صنع صلاح لمانى أكثر من فرصة وسجل السنغالى كثيراً من تمريرات صلاح الذهبية.. يأتى التناغم مؤخراً بعد فترة صعبة على صلاح بعدما تمكنت السنغال بقيادة ساديو من التتويج بكأس الأمم على حساب مصر والتأهل للمونديال بنفس الطريقة أيضاً. أصبح الأمر صعباً على صلاح خاصة أن ما حدث سينصب بصورة سلبية فى مشوار حلمه نحو الكرة الذهبية أو «ذا بيست» جائزة الأفضل التى تُقدم من الاتحاد الدولى لكرة القدم.
وبالطبع أصبح الأمر فى مصلحة السنغالى خلال مشوار الجائزتين خاصة أن لديه فرصا فى الحصول عليها يوماً ما. العلاقة بين الثنائى شهدت توتراً ملحوظاً خلال خمس سنوات تزاملا فيها داخل أروقة النادى الإنجليزى، فعلى سبيل المثال كان الحديث من ساديو عن قائمة أصدقائه المقربين وخلا منها صلاح ونفس الأمر بالنسبة لمو الذى كان قريباً من ديان لوفرين مدافع الفريق السابق قبل أن يرحل عن الفريق، ما أشعل الأمر فى كثير من الأحيان هو عدم تمرير مانى فى بعض الأحيان الكرة لصلاح وملاحظة الجماهير المصرية هذا الأمر خلال أكثر من فرصة، وفى المقابل غضب مانى من خروجه فى العديد من المرات بتغيير من المدير الفنى والإبقاء على صلاح فى أرض الملعب على الرغم من المستوى الفنى المميز الذى يقدمه السنغالى. وبالنظر إلى أمر مهم فى البدايات، فإن ساديو جاء لليفربول كصفقة فنية مميزة التفت لها الجميع وكان لامعاً فى ساوثهامبتون، ثم جاء عليه صلاح وهو يندرج فى إطار الصفقات المترقب جدوتها، لتنفجر بعد ذلك ويتفوق النجم المصرى على نظيره السنغالى فى غالبية الأرقام الفردية.
مما لا شك فيه أن الثنائى يكمل كل منهما الآخر فنياً وكونا انطلاقة جذبت انتباه العالم وهما الآن يعيشان حالة وفاق من أجل انتهاء الموسم بأكبر حصيلة من البطولات لفريقهما ولن يتوقف بينهما الصراع الشخصى الفنى لأنها كرة القدم القائمة على التنافس المحتدم.