ب..ضمير

التخفيض سر الجذب فى الطيران

شريف داود
شريف داود

فكر دعائى وتسويقى جديد الكثير من المواطنين وقادة الرأى كثيرًا ما نادوا بتطبيقه نفذته إحدى شركات الطيران الإماراتية منخفضة التكاليف وتتبع سياسة جريئة ربما لم ينفذها حتى مثيلاتها فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.. هذه الفكرة أحدثت دعاية غير مسبوقة وفى وقت قياسى للشركة.. والأغرب أن الفكرة التى أصر على طرحها هى لمايكل ناشد مدير تسويق الشركة مصرى الجنسية لا يتعدى عمره الخامسة والثلاثين عامًا شرفت بمقابلته فى أحد المؤتمرات الخاصة بالطيران المدنى .. والذى أكد أنه بعد اتخاذ قرار تشغيل الشركة وجد أن شركته تخاطب الركاب والمسافرين متوسطى ومحدودى الدخل ولأن شركته ليست الأولى فى فئتها فكان التحدى هو كيفية وصول دعايتنا لتلك الشريحة الكبيرة بعيداً عن إعلان وسائل الإعلام المرئية والمقرؤة والمسموعة والالكترونية المكلف ماديا ونتائجه أيضاً غير مضمونة الوصول إلى المستهلك أو الراكب الفعلى.. وبعد تفكير طويل جاءتنى فكرة استغلال تكاليف مبالغ الدعاية فى تخفيض ثمن التذكرة .. وعرضتها على المدير التنفيذى وهو أجنبى الجنسية وتحمس للغاية ووجدها فكرة ستطبق للمرة الأولى.. ومن هنا جاءت النتيجة و المفاجأة غير المتوقعين وهو أن سعر ثمن التذكرة أصبح خبرا ولغزا يستفسر عنه الركاب وتناقلوا الخبر بسرعة شديدة كما جعل كل من قام بتجربة السفر على متن طائراتنا يقوم هو بنفسه بالدعاية لنا وتأكيد السعر المنخفض للتذكرة بين أسرته وأصدقائه أبهرتنا كما أبهرت العديد من الشركات الأخرى .. وأخذ الكثير يبرر أن ذلك مستحيل لأنه أقل من التكلفة .. ولكن السر أننا لمسنا نقطة اهتمام الشريحتين المحدودة والمتوسطة الدخل وأنفقنا أموال الدعاية بتخفيض السعر.


فهل تلك الطريقة ستجذب المزيد من الشركات سواء فى مجال الطيران المدنى أو خارجه لاتباع تلك السياسة الجريئة بعد أن أثبتت نجاحها وقفزت بترتيب شركة الطيران هذه وأصبحت سببًا رئيسياً فى نمو أسطول طائراتها؟!