الناس جميعا يعرفون أن أول مايو هو عيد العمال ولكنهم لا يعرفون قصة هذا العيد، وقد يتعجب الناس إذا عرفوا أن الذي جعل للعمال يوم عيد لهم هو حادث في أمريكا، وكانت مقدمات العيد الفكرية قد بدأت في أوروبا.
ففي أول مايو عام 1886 بشيكاغو أضرب عمال مصنع ماك كورميك للآلات الزراعية مطالبين ألا تزيد عدد ساعات العمل في اليوم على 8 ساعات واستمر الإضراب سلميا إلى اليوم التالي وفي اليوم الثالث جاء البوليس وأطلق النار على العمال المتجمهرين في المصنع.
وفي يوم الرابع أى 4 مايو انعقد اجتماع ضخم من العمال للاحتجاج على تعصب الإدارة ووحشية البوليس، وجاء البوليس في عدد أكبر لفض الاجتماع وأطلق النار وألقى قنبلة وسقط قتلى وجرحى كثير وقبض البوليس على أربعة من زعماء الحركة وساقوهم إلى المحاكمة سريعا وحكمت المحكمة بالإعدام ونفذ فيهم الحكم، حسب ما تم نشره بمجلة الفصول بتاريخ 1 مايو 1952.
وظل العمال في أول مايو من كل عام يحتفلون بالحداد حتى عام 1889؛ حيث قرر المؤتمر الدولي في باريس اعتبار هذا اليوم يوم عيد عام للعمال في جميع أنحاء العالم ينظمون فيه المواكب والمظاهر يعلنون بها عن قوتهم وإرادتهم ومطالبهم.
ومرت السنة وجاء أول مايو عام 1890 وقد عقد العمال عزمهم على الاحتفال باليوم وصممت الحكومات على منع الاحتفال ووقعت الاشتباكات الدامية في كثير من أنحاء أوروبا وكان أبرزها باريس وفيينا.
وظلت السنوات تمضي والعيد يأتي كل سنة بحوادث دامية يسقط فيها القتلى والجرحى ويساق إلى السجن المئات.
وحدث في إحدى السنوات حادثة بشعة في مدينة كليشي الفرنسية أثار عطف الرأي العام على العيد بشكل قوي لأول مرة؛ حيث أطلق البوليس النار على العمال وسقط 10 قتلى من بينهم 5 أطفال.
وقام " كليمنصو" في مجلس النواب الفرنسي يهاجم الحكومة ويصف المجزرة التي رأها بعينه واستخدم كل قوته وعنفه في طعن الحكومة.
وبعد سنوات قليلة تغير رأي كليمنصو، ففي عام 1906 أنزل كليمنصو نفسه في شوارع باريس 50 ألف جندي مسلح لمنع الاحتفال بالعيد بعد أن أصبح رئيسا للوزراء.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
اقرأ أيضا |محمود عبدالعزيز يهرب من «الزحمة».. مهرجان كان وغداء عائلي
