400 ألف جنيه من «ليلة القدر».. ترسم الابتسامة على وجوه المحتاجين

الكاتبة الصحفية صفية أمين خلال تسليمها المساعدات  لـ «١٠٠ أرملة»
الكاتبة الصحفية صفية أمين خلال تسليمها المساعدات لـ «١٠٠ أرملة»

أضواؤها تشع بالخير فى كل مكان من ربوع مصرنا الحبيبة من أقصى شمالها وحتى أقصى جنوبها ،منذ بدأ إنشاؤها عام 1954، على يد عملاق الصحافة المصرية الكاتب الراحل مصطفى أمين مؤسس دار» أخبار اليوم».

وأصبحت جمعية ليلة القدر  مصاف الجمعيات الخيرية طوال السبع وستين ربيعًا حتى يومنا هذا،لتكون محل ثقة لفاعلى الخير بتكالبهم على تقديمهم التبرعات لها باعتبارها جسر الوصول إلى كل مكروب ومهموم يحتاج إلى الدعم والسند لتخطى مصاعب الحياة التى تواجهه، من خلال قطار الخير الذى تقوده وذلك لاعتمادها فى اختيار الحالات الأولى بالرعاية وتقديم المعونة لها بعد دراستها على أرض الواقع لضمان وصول الدعم لمستحقيه، ولتحقق الهدف المنشود الذى أسست من أجله جمعية « ليلة القدر» وهو المصداقية فى العمل وطمأنة القلوب المضطربة والنفوس المنهكة بإدخال الفرحة عليها ورسم البسمة على شفاهها .

اليوم احتفلت جمعية مصطفى وعلى أمين الخيرية «ليلة القدر» برئاسة صفية مصطفى أمين رئيس مجلس الأمناء وصفاء نوار مدير تحرير الأخبار ومدير مشروع ليلة القدر وهانى صادق المدير المالى بالمؤسسة مع 100 أم أرملة ومعيلة لأسرتها بمنحهن مبالغ مالية تعينهن على الوصول بأسرهن إلى بر الأمان ، وذلك بمبلغ وقدره 400 ألف جنيه .


هنا فى قاعة أحمد رجب بمؤسسة دار «أخباراليوم» اكتظت القاعة بسيدات وأمهات مكافحات على أبنائهن بعدما فقدن ازاوجهن وعائلهن الوحيد،الجميع يتهامسن فرحا بأن أعباء وهموم بدأت أن تنزاح عن كواهلهن التى نهشتها الظروف القاسية ،فالعيون لمعت فرحًا وسعادة وتحولت نظرتها للحياة أملًا وطمأنينة،حتى صدحت الزغاريد من أرجاء القاعة وكأنهن فى فرح أقيم لهن ،وقد أعربت الكاتبة الصحفية صفية مصطفى أمين فى بداية الحفل عن سعادتها بفرحة الأمهات وأشارت إلى أن الجمعية تبذل قصارى جهدها لتخفيف الأعباء عن رقيقى الحال من أهالينا البسطاء ،وأضافت بأن قطار الخير الذى تقوده جمعية «ليلة القدر» تزداد سرعته وتتنوع وجهاته بتبرعات فاعلى الخير الذين وثقوا بالجمعية ودعموها فى عملها الخيرى ،وأوضحت صفاء نوار مدير المشروع بأن هناك الكثير من المتبرعين وفاعلى الخير الذين يتسابقون لدعم الجمعية لثقتهم فى مشروعاتها الخيرية ،حيث تتلقى التبرعات على حسابها الخاص وهو ما يزيد من تذاكر الخير المطلوب وصولها إلى مستحقيها بضخ مشروعات خيرية ومتنوعة تخدم الأهالى البسطاء، وأضافت بأن الجمعية تستقبل طلبات الأهالى عبر البريد ثم يتم دراسة الحالة للتأكد من أحقيتها للمعونة..


بعيون تترقب الفرحة ونفس تشتاق إلى الطمأنينة أعربت رانيا جمال 30 عاما عن فرحتها وسعادتها حتى أن الدموع بدأت تذرف واحدة تلو الأخرى ،وتقول إن لديها 3 من الأبناء جميعهم بمراحل التعليم المختلفة هو كل ما تركه لها زوجها السائق الذى رحل بعد صراع طويل مع مرض الكبد الذى نهش جسده لمدة 3 سنوات، وتسترجع رانيا شريط ذكرياتها وتوضح بأنها تعيش بغرفة وصالة فى منزل صغير بمنطقة المناشى بالجيزة وتدفع إيجارًا وقدره 450 جنيهًا ،وهو ما يمثل عبئًا عليها لأن ليس لديها معاش تتقاضاه عن زوجها الراحل،فضلا عن مصروفات أبنائها الدراسية واليومية ، وتقول رانيا إنها سعت للعمل فى بعض ورش التفصيل لتعول أبناءها وتصل بهم لبر الامان ،ولكن ما لبثت وان اصيبت بمرض الفشل الكلوى وهو ما جعلها قعيدة داخل منزلها لا تقوى على العمل وتحتاج للرعاية ، وما ان تقطعت بها السبل لتدق أبواب الجمعيات الخيرية لعلها تكون لها داعمة ، إلا ان محاولاتها باءت بالفشل فجميعها محاولات يائسة لا تنفعها بشىء ،وبصوت ملىء بالفرحة والدهشة أعربت بأنها فوجئت باتصال من جمعية «ليلة القدر» يخبرها بأن تأتى لتتلقى منحة وقدرها 4 آلاف جنيه لمساعدتها فى مشوار علاجها ورعاية أبنائها، واختتمت رانيا قائلة «أدعو فاعلى الخير بالمزيد من التبرع للجمعية ، فهناك الكثير ممن يعانى ويحتاج للدعم والسند ، وخير من دعمنى « ليلة القدر».


التقينا بنجلاء محمود إحدى الأمهات الأرامل والتى تعول أسرة مكونة من 4 أبناء جميعهم بمراحل التعليم المختلفة من الابتدائى وحتى الثانوى العام، وتقول نجلاء التى لاتزال فى نهايات العقد الثالث من عمرها بأن حياتها انقلبت رأسا على عقب منذ مرض زوجها الأرزقى حيث كان يعانى لمدة 5 سنوات من مرض السرطان ولم تفلح المحاولات فى إنقاذه من ذلك المرض الفتاك، وتشير نجلاء إلى أنها عانت الأمرين من أجل رعاية أبنائها بالعمل فى البيع والشراء بالأسواق حتى تتمكن من توفير بعض الفتات لتراعى بها أبناءها وتوفير مطلباتهم الحياتية والتعليمية التى لا تنتهى أبدًا، وأشارت إلى أنها أصيبت بآلام شديدة فى العمود الفقرى مما جعلها لا تستطيع العمل وأصبحت تلازم الفراش ولم تعد تتحمل مشاق العمل ، مما ادى إلى تراكم الديون عليها ،إلا انه بمساعدة جارتها أرسلت خطابا تشرح فيه ظروف حياتها الصعبة ومدى حاجتها للمساعدة لتسديد الديون التى وصلت إلى 20 ألف جنيه ، وبالفعل قامت جمعية «ليلة القدر «بدراسة حالتها وقررت منحها مبلغ 4 آلاف جنيه كمساعدة لها .


أما ياسمين حامد ابنه العشرين ربيعًا ، والتى لم يسعفها الحظ فى التمتع بالحياة مثل قريناتها فى مثل عمرها بالتمتع بالحياة الزوجية مع أطفالها الصغار، فذبلت ياسمين مع ضغوط الحياة التى واجهتها عقب وفاة زوجها فى حادث سير ، لتصبح هى الام الشابة المعيلة لطفليها الصغيرين ، وتقول: توفى زوجى فى حادث قطار ولم يترك لى مصدر رزق ثابت حيث كان يعمل سائق توك توك ، وما يحصده كان بالكاد يسد رمقنا ، ونحمد الله على ما رزقنا، وأشارت والدموع تنهمر على خديها الذى انتشرت عليهما قسمات الحزن بدلًا من أن يزدادا لمعة ونضارة بالحياة أنها لجات إلى باب» ليلة القدر» بعدما قرأت عنها عبر جريدة «الأخبار» بمشروعاتها الخيرية ، فقررت مراسلتها بخطاب تشرح فيه ما آلت إليه حياتها من تدهور وانهيار ، وأوضحت ياسمين بأنها تعيش فى شقة مكونة من غرفتين وصالة فى طوخ بالقليوبية تدفع ايجارًا يقدر بـ 500 جنيه وبعد وفاة زوجها انتقلت للعيش مع والدها إلا انه رجل كبير مسن لا يقدر على تحمل تكاليف رعاية أطفالها لأنه ارزقى ولا يتحصل على راتب ثابت يمكنه من توفير علاجه ومتطلبات الأحفاد، وتقول بنبرة صوت يملؤه العزم والحماس إنها تنوى عمل مشروع بالمبلغ الذى ستحصل عليه ليساعدها على رعاية أطفالها ياسين عامين ويمنى 4 سنوات ،وأضافت بأن ما تقدمه جمعية « ليلة القدر» يبعث الأمل فى نفوس الكثير ممن قنطوا من عدم وجود داعم حقيقى لهم بعدما تقطعت بهم السبل .


سماح محمد 40 عاما من امبابة أطلقت الزغاريد وابتسمت شفاهها بعدما تلقت مبلغ 4آلاف جنيه فرحا بهم ،قائلة أخيرًا سأسدد الديون التى تراكمت على وسأسعى لفتح مورد رزق لى لرعاية أبنائى ، وتقول سماح إن زوجها كان يعمل أرزقياً ليس لديه مورد رزق ثابت حيث كان يعمل بمهنة نجار مسلح وتوفى منذ 7 سنوات أثناء عمله بعدما انزلقت قدماه فى أحد مواقع البناء وأصبح قعيدا لا يقوى على الحركة فى فراشه لاصاباته بكسور فى الحوض والجسد، وأشارت إلى أن الحياة كادت أن تسود فى عيونها وانها كانت تحارب لتوفير لقمة لأبنائها، بالقيام بأعمال منزلية للحصول على بعض الفتات لابنائها إلا أنها أصيب بآلام فى العمود الفقرى تسببت فى عدم قدرتها على الحركة فضلا أن إصابتها بمرضى السكر والضغط ، وأوضحت بأنها تسكن فى شقة مكونة من غرفتين وصالة بمنطقة امبابة وكانت تعتمد على مساعدة أهالى الخير حتى سمعت بأن جمعية « ليلة القدر» تقدم مساعدات مجزية للأمهات المعيلات والتى توفى عنهن ازواجهن ،على الفور ارسلت خطابا بريديا إلى الجمعية توضح به حالتها الاقتصادية والاجتماعية، وبالفعل حصلت على شيك بمبلغ 4 آلاف جنيه.