مصطفى المنفلوطي.. حفظ القرآن كاملا وتلقى ضربا مبرحا بالأزهر

مصطفى المنفلوطي
مصطفى المنفلوطي

ضبط متلبسا باختلاس قراءة ديوان من الشعر الوجداني في ساحة الأزهر الشريف فقامت عليه الدنيا ونال حظه من الضرب المبرح.. إنه الشاعر والأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي.

التحق المنفلوطي بكتاب القرية ليحفظ القران الكريم وهو في عمر التاسعة من عمره ثم أرسله والده إلى الأزهر الشريف ليقوم بدراسة الفقه وعلوم اللغة العربية والحديث الشريف ، كما كان كثير المطالعة في كتب الأغاني والشعر وكان ذلك كفيلا بنهوض مصطفى المنفلوطي مرهف الحس والذوق.

تتلمذ المنفلوطي على يد الإمام محمد عبده ليستمع منه إلى شروحاته العميقة لآيات القران الكريم ومعاني الإسلام بعيدا عن التزمت، وعندما توفي معلمه الشيخ محمد عبده سافر المنفلوطي إلى بلدته وظل بها لمدة عامين متفرغا لدراسة كتب الأدب العربي القديم.

وقد شغله كثيرا الأوضاع التي فرضها الاحتلال البريطاني على مصر فكتب شعر يهاجم فيه الاحتلال بقوة، ومنذ ذلك الوقت عرفت الأوساط الأدبية كلها مصطفى المنفلوطي.

وبعد فترة قصيرة قام بتأليف قصيدة مكونة من مائة وخمسون بيتا يهاجم فيها الحكومة والإنجليز على السواء وظل البوليس يبحث عنه فلم يجده حتى قام بكتابة قصيدة يهاجم فيها الخديوي عباس فألقى القبض عليه وتم سجنه لمدة ستة شهور وعندما خرج من السجن صمم على أن يشق طريقا جديدا لنفسه في الكتابة يعتمد على أسلوبا يتسم بالذكاء مشبعا بالعاطفة وبهذا الأسلوب استطاع أن ينشىء مدرسة في الأدب العرفي.

ظل المنفلوطي من أكثر المشاركين في الحياة العامة والوطنيّة في مصر، حيث كان من أهم داعمي الزعيم سعد زغلول، والذي عينَ المنفلوطي في وظيفة متخصصة بالإنشاء في وزارة المعارف المصرية.

ومنذ ذلك توطدت علاقته بسعد زغلول فكان من أبلغ الأقلام التي ساندته وعندما نفى سعد زغلول إلى مالطة كتب مقالا طويلا يمدحه فيه ففصلته وزارة عبد الخالق ثروت، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 24 يوليو 1950.

وعندما عاد زغلول من منفاه قام بتعيينه في سكرتارية مجلس الشيوخ وكلفه سعد باختيار محفوظات لطلبة المدارس فاختار شعرا من الغزل العربي واعترض سعد على هذا ، لكن المنفلوطي صمم قائلا: "إن شعر الغزل هو الذي علمني الأدب" فوافق سعد متمنيا أن يكون من تلاميذ المدارس أدباء كثيرون مثله.

وفى أواخر أيام المنفلوطي اقتحم ميدانا جديدا على التقاليد الأزهرية فكلف بعض أصدقائه بأن يترجم روائع قصص الحب العالمية ترجمة حرفية وأعاد كتابتها من جديد بأسلوبه الخاص.

وأخيرًا في عام 1924 اهتزت مصر كلها لحادث الاعتداء على حياة زعيم الأمة سعد زغلول وفي هذه الأثناء توفي المنفلوطي في صمت دون أن يشعر به احد عن عمر يناهز 48 عاما.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا| نساء الخمسينيات.. كيف تسعد زوجتك في خطوات بسيطة؟