نوبة صحيان

دعوة الرئيس ومهمة الأحزاب

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

بقلم: أحمد السرساوي

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الفترة المقبلة ستشهد حوارا بين القوى السياسية كافة دون استثناء أو تمييز.. وقال فى كلمته أثناء إفطار الأسرة المصرية يوم الثلاثاء الماضي.. انه سيتم عرض مخرجات هذا الحوار على غرفتى البرلمان، مجلسى النواب والشيوخ، فيما يمثل انطلاقا حقيقيا لجمهوريتنا الجديدة التى يعد الحوار السياسى أحد مفرداتها.

فى تقديرى أن دعوة الرئيس تنشد فى جوهرها صحوة حقيقية لحياة سياسية نتمناها ثرية وحيوية، وهى فرصة ذهبية على الأحزاب اقتناصها، بعد أن شبع معظمها «نوما فى العسل» متعللين بأن حركتهم مُقيدة!!
وها هو «رأس الدولة» يدعوهم صراحة لحوار جدى وحقيقى على قاعدة وطنية.

يوجد فى مصر ٢٣ حزبا سياسيا لكن أغلبها مجرد «ديكور».. مجموعات صغيرة مغلقة على نفسها داخل شقق أصغر، بلا تأثير يُذكر على الشارع!!
وعلى الرغم من تعدد القضايا الوطنية والتحديات المفروضة علينا اجتماعيا وعلميا وسياسيا والفرص المتاحة أيضا أمامنا.. لم نر لدى الغالبية الكاسحة من تلك الأحزاب أى جهود حقيقية حتى عند مستوى الأفكار، فضلا عن البحوث والدراسات والتحرك الميداني!!

وعندما قام الرئيس بتكليف إدارة المؤتمر الوطنى للشباب بالتنسيق مع كل التيارات السياسية والحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسى حول أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة الراهنة.. فإنه ضمنيا يضع هذه التيارات أمام مسئولياتها، فلا تكون مجرد خصم سياسى خامل.. بل مشارك فى الغرس السياسي.
كما أن إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسى التى تم تشكيها كأحد مخرجات المؤتمر الوطنى للشباب وتوسيع قاعدة عمل اللجنة بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومنظمات المجتمع المدنى سيقود إلى دفعة حقيقية فى نفس الاتجاه.
لقد أصبحت الكرة الآن فى ملعب الأحزاب.