«الإفتاء» توضح حكم التهنئة بـ«كل عام وأنتم بخير» في المواسم والأعياد

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تلقت دار الإفتاء سؤالا يقول: ما حكم مقولة "كل عام وأنتم بخير" في المواسم والأعياد؟.

وأجابت الدار بأنه يستحب للمسلم تهنئة أخيه في كل ما يصيبه من الخير؛ سواء أكان ذلك في الأعياد أم كان في المناسبات الخاصة، ويجوز له ذلك بكل لفظ يحمل معنى الأماني الطيبة والدعوات الصالحة مما اعتاد عليه الناس بينهم، ومن ذلك قولهم: "عيدكم مبارك"، أو "كل عام وأنتم بخير"، بل يستحب التهنئة بهما؛ لما فيهما من الدعاء بالخير، والتبشير به، وأما نفي جواز ذلك أو القول ببدعيته لمشابهته لقول الكفار: فهو كلام باطل؛ إذ المنهي عنه في مشابهة الكفار هو مشابهتهم في عقائدهم الكفرية أو عاداتهم التي ورد النهي عنها في شرعنا، أما ما لم يرد عنه نهي في شرعنا من عاداتهم أو أقوالهم الحسنة فلا يشمله النهي عن التشبه بهم، بل هو مما يندب فعله.

 وأوضحت الدار بأن "كل عام وأنتم بخير": كلمة تقال في أيام الأعياد والمواسم، تعارف الناس أن يُهنِّئ بعضُهم بها بعضًا، وهي جملة خبرية لفظًا، إنشائيةٌ معنًى، والمقصود بها: الدعاء بدوام الخير هذا العام والأعوام القابلة، وكذلك مقولة "عيدكم مبارك"؛ فهي خبر في اللفظ، ودعاء في المعنى؛ أي: جعل الله عيدَكم مباركًا.

اقرأ ايضا: ما حكم التأخر في إخراج زكاة الفطر؟ الإفتاء تُجيب

وبينت الدار بأن التهنئة في أصلها: هي الدعاء لمن أصابه خير، وإظهار السعادة لأجله.
قال العلامة الأمير الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (5/ 370، ط. مكتبة دار السلام): [(هنأته)، أي: دعوت الله له أن يهنيه ما أولاه، وأظهرت السرور بما ناله] اهـ.

والدعاء عبادة مأمور بها على كل حال؛ قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وقال سبحانه: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55]، وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» أخرجه ابن ماجه في "السنن"، وأحمد وأبو داود الطيالسي في "مسنديهما"، والبخاري في "الأدب المفرد"، والطبراني في "المعجم الكبير"، وصححه الحاكم في "المستدرك".