لبنان.. توقعات بفوز كبير لحزب الله وجماعته في الانتخابات البرلمانية

دعاية انتخابية مكثفة للمرشحين فى انتخابات مجلس النواب اللبنانى
دعاية انتخابية مكثفة للمرشحين فى انتخابات مجلس النواب اللبنانى

تتبقى 3 أسابيع على الانتخابات اللبنانية ولا تبدو الأجواء مشابهة لأى انتخابات سابقة، فالعديد من الأسماء غائبة عن الساحة والمؤشرات تميل فى كفة حزب الله وحلفائه، بينما يتواصل التساؤل بشأن ما إذا كان الاستحقاق المقرر فى 15 مايو المقبل سيجرى فى موعده من الأساس.

الأحاديث بشأن احتمالية تأجيل موعد الانتخابات أكسبها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله صبغة رسمية بعد خطابه قبل نحو أسبوعين، الذى اتهم فيه سفارات أجنبية بالسعى لتأجيل الانتخابات.

وخص بالذكر السفارة الأمريكية، واعتبر أن الهدف وراء ذلك «ترتيب أمور الطرف الآخر»، فى إشارة لتشتت أطراف معسكر 14 آذار، وعدم بروز تيار سياسى متماسك فى مواجهة حزب الله.

لكن المحللين ذهبوا إلى أبعد من التفاصيل الداخلية اللبنانية إلى الربط بين ما قاله نصر الله والتعثر الحالى فى مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووى الإيراني، حيث قد يمثل فوز حزب الله نقطة قوة إضافية لنظام طهران الذى يعتمد على الحزب كأحد أذرع التأثير فى المنطقة العربية.

إقرأ أيضاً | النقد الدولي يجتمع اليوم مع الهيئات الاقتصادية الألمانية

رئيس الجمهورية ميشال عون أكد على عقد الانتخابات فى موعدها وأن كافة التحضيرات قد اكتملت، وهى نفس الرسالة التى صرح بها سابقاً رئيس مجلس النواب نبيه برى أكثر من مرة، إلا أن العديد من العوامل الموضوعية قد تعزز من رجاحة من يرون بضرورة التأجيل، أهمها الوضع الاقتصادى الذى ازداد سوءاً مؤخراً مع عودة سعر الليرة اللبنانية للانخفاض واستمرار انقطاع الكهرباء معظم فترات اليوم، واحتمالية تمسك القضاة بالإضراب وعدم الإشراف على العملية الانتخابية فى حال عدم إقرار بدل مالى مجز، وخروج مظاهرات منددة بالوضع المعيشي، يضاف إلى ذلك صعوبة تأمين أصوات المغتربين فى ظل الاعتراضات على الشروط التى وضعتها وزارة الخارجية على تصويت اللبنانيين فى الخارج، حيث اتهم حزب الكتائب «المنظومة الحاكمة» بكتم أصوات المغتربين إن لم تكن فى صالحها عبر شروط تعجيزية.

على الصعيد السياسي، تبدو الأمور متجهة فى صالح قوى 8 آذار بقيادة حزب الله - فى حال إجراء الانتخابات فى موعدها - باعتبارها الأكثر تنظيماً وجاهزية لخوض التحدى الانتخابي، بعد فراغ الساحة من تيار المستقبل الذى أعلن زعيمه سعد الحريرى عدم الترشح فى الانتخابات المقبلة وتعليق عمله السياسى بسبب النفوذ الإيرانى فى بلاده، ما ترك الساحة السياسية السنية خالية من زعيم يوحد أصواتها، خاصة مع إعلان رئيس الوزراء الحالى نجيب ميقاتى عدم الترشح.

كذلك يسعى تحالف 8 آذار لتسجيل انتصار حاسم على باقى مكونات 14 آذار، من خلال الضغط للفوز بمقاعد الحزب التقدمى الاشتراكى وإضعاف زعيمه وليد جنبلاط داخل الأوساط الدرزية لصالح غريمه طلال أرسلان، بالإضافة لدعم حزب الله حليفه التيار الوطنى الحر فى مقابل حزب الكتائب ليكون الصوت المارونى الأكبر داخل مجلس النواب.

وبعيداً عن القطبين الرئيسيين للحياة السياسية اللبنانية، لم يستطع مرشحو حركات التغيير التى خرجت فى أعقاب مظاهرات أكتوبر 2019 فى طرح البديل القادر على استقطاب أصوات اللبنانيين، ولا تشير التوقعات إلى حصولهم على نسبة كبيرة من الأصوات.

وفى حال نجح حزب الله فى تحقيق الفوز المتوقع، سينجح بذلك فى تعزيز مكانته كرقم مهم فى حكم لبنان، رغم الاعتراضات المستمرة والمطالبات بتحميله قادته المسئولية عن العديد من الأحداث فى السنوات الأخيرة أبرزها انفجار مرفأ بيروت فى أغسطس 2020، وقد يمنع التحقيق فى تلك الأحداث. كما سيعزز ذلك الفوز موقف الحزب على الصعيد العالمى بإعلانه ممثلاً شرعياً للشعب اللبنانى بأصوات الناخبين فى مواجهة تصنيفه منظمة إرهابية من جانب الدول الغربية، وعلى المستوى الإقليمى سيكون صدارة الحزب فى البرلمان اللبنانى دعماً كبيراً للنظام الإيرانى الحليف الأوثق لحزب الله.

وفى ظل غياب اسم سنى بارز، لا يبدو مستبعداً استمرار نجيب ميقاتى على رأس الحكومة، خاصة أنه قد يكون مرشحاً توافقياً مع بدء التفاوض مع صندوق النقد الدولى وإنهاء الأزمة مع دول الخليج. وشهد لبنان تشكيل 103 لوائح انتخابية تضم 718 مرشحاً موزعين على 15 دائرة انتخابية لاختيار 128 نائبا.