نهار

حلم رغيف العيش!!

عبلة الرويني
عبلة الرويني

 صحيح أن سؤال الإكتفاء الذاتى فى القمح، سؤال تردد كثيراً بعد الحرب الروسية الأوكرانية (٨٠% من واردات مصر من القمح من الدولتين).. لكن حلم الإكتفاء والتوسع فى زراعة القمح، حلم وهدف وسعى ممتد منذ سنوات بعيدة.... مشاريع ومبادرات كثيرة لزيادة مساحة الأراضى المزروعة قمحاً، ورفع الكفاءة الإنتاجية للفدان.. حركة بطيئة (ربما) ومعوقات وتحديات عديدة وصعبة، لكن دائماً كان السعى والتفكير الجاد فى حل مشكلة القمح.....

وقبل يومين كان الاحتفال بموسم حصاد محصول القمح من 220 ألف فدان تم استصلاحها بمشروع توشكى والعوينات والفرافرة (جنوب مصر) بإجمالى إنتاج يصل إلى ٥٥٠ ألف طن... وتستكمل الدولة خطتها، لاستصلاح 530 ألف فدان إضافية (أيضا فى توشكى) ليصبح الإجمالى 750 ألف فدان بمتوسط إنتاج مليونى طن... واستصلاح 400 ألف فدان بمنطقة الضبعة بالدلتا الجديدة، ليصبح الإجمالى العام للأراضى المستصلحه 1٫2 مليون فدان بإجمالى 3 ملايين طن قمح (مساحة الأراضى المزروعة قمحاً بمصر تبلغ 3٫600 مليون فدان، بإنتاجية متوقعة تبلغ (10ملايين طن)....

ما يحدث إنجاز هائل وكبير وهام، خاصة وأن زراعة القمح فى مصر مشكلة المشاكل.. معوقاتها كثيرة ومتنوعة، حتى أن الفلاح يفضل دائماً زراعة البرسيم عن زراعة القمح (زراعات شتوية) بسبب نقص ربحيته (أسعار قليلة تقدمها الحكومة للفلاح لتوريد القمح) مع ارتفاع أسعار التقاوى والأسمدة!! طبعاً الزيادة السكانية فى مصر، تلتهم كل زيادة ممكنه من إنتاج القمح، بينما التغيرات المناخية والتصحر وتآكل الأراضى الزراعية وتجريفها، ينتقص عامة من مساحة الرقعة  الزراعية (تقدر بإجمالى ٩ ملايين فدان) بينما يرى الخبراء، أننا بحاجة إلى ٧ ملايين فدان إضافية، حتى نحقق الإكتفاء الذاتى فى القمح أو غيره من المحاصيل.