في الذكرى الثانية والثلاثون

«هابل» يرسل أكثر من 45 تيرابايت من البيانات قدمت نظرة ثاقبة عن الكون

صورة موضوعية
صورة موضوعية

اطلقت وكالة ناسا في مثل هذا اليوم 24 أبريل 1990 تلسكوب هابل على متن مكوك الفضاء ديسكفري الى مدار حول الأرض. 

ومنذ إطلاق هابل إلى الفضاء قدم مجموعة رائعة من الصور شاهدها الملايين حول العالم من المهتمين بعلوم الفضاء والعالم الخارجي المحيط بكوكب الأرض. 

وساهم التلسكوب في تجميع أكثر من 45 تيرابايت من البيانات التي قدمت نظرة ثاقبة إلى الكون، بدءا من الأجسام القريبة مثل القمر، وصولا إلى المجرات النائية على بُعد آلاف السنوات الضوئية من كوكب الأرض. والتقط التلسكوب صورا رائعة  لمستعرات عظمى والسدم .

تاريخيا عندما تحول عالم الفلك جاليليو لأول مرة بمنظاره إلى السماء عام 1610، كانت لديه مشكلة في تمييز حلقات كوكب زحل الواضحة في تلسكوبات اليوم البسيطة، وقد ساعد التقدم في مجال البصريات على تحسين قدرة العلماء على مشاهدة الكواكب والنجوم والمجرات البعيدة، إلا أن الغلاف الجوي للأرض لا يزال يحجب الكثير من الضوء أمام المراقبين على الأرض.

ولذلك بدأت تظهر الحاجة لوضع التلسكوبات الكبيرة على الجبال العالية، حتى تسمح بأجواء أصفى وبالتقاط صور أوضح.

وفي عام 1923، طرح عالم ألماني يدعى "هيرمان أوبرث" فكرة نقل التلسكوب إلى الفضاء في مدار حول الأرض، للمساعدة في التغلب على التشوهات الناجمة عن الغلاف الجوي، وعندما أصبح إطلاق الصواريخ فيما بعد أكثر شيوعا، بات تحقيق تلك الفكرة ممكنا، وفي عام 1969 أعطيت الموافقة على إطلاق تلسكوب فضائي كبير، إلا أن تحقيق ذلك استغرق وقتا أطول من التحضير لرحلة القمر.

عام 1975، بدأت وكالة الفضاء الأوروبية العمل مع وكالة ناسا على وضع خطة إنشاء تلسكوب هابل، ووافق الكونجرس الأمريكي على تمويل مشروع التلسكوب في عام 1977، وقدم ميلاد المكوكات الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام آلية جديدة لنقل مثل هذا التلسكوب إلى الفضاء.

سمي التلسكوب الفضائي (هابل) تكريما لعالم الفلك (إدوين هابل)، الذي حدد أن الكون يمتد خارج حدود مجرة درب التبانة. 

وكانت هناك في البداية مشكلة كبيرة، وهي أن مرآة التلسكوب كانت فيها عيوب، حيث كانت الصور غير واضحة وشبه معدومة الفائدة بسبب انحراف ناجم عن خطأ في التصنيع.

واستغرق الأمر 3 سنوات قبل أن تقرر وكالة ناسا إرسال بعثة لإصلاح هذا العيب الكبير في 2 ديسمبر  1993، وخلال عملية الإصلاح تم تثبيت اثنتين من الكاميرات الجديدة على التلسكوب. 

خلال شهر ديسمبر عام 1993، وصلت أولى الصور الجديدة الرائعة من هابل إلى الأرض، وكانت بالفعل تأخذ الأنفاس.