الموسيقار شادى مؤنس: «جزيرة غمام» قدمنى بشكل مختلف لهذا السبب

شادى مؤنس
شادى مؤنس

ندى محسن

توليفة موسيقية جديدة صاغها الموسيقار شادي مؤنس من خلال “جزيرة غمام”، وهو العمل الذي أتاح له الجمع بين ألوان موسيقية مختلفة، الصعيدية، الصوفية، والغجرية في تحدٍ وصفه بالصعب، إلا أنه استطاع أن يأخذك بموسيقاه إلى  ضواحي مصر القديمة قبل 100 عام من الآن.. شادي يتحدث عن كواليس تألفيه لموسيقى العمل، بالإضافة إلى تتري البداية والنهاية، كما يكشف عن الصعوبات التي واجهته.

 

في البداية .. من أين بدأت العمل على تأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل “جزيرة غمام”؟

بدأت أولاً بقراءة نص العمل، ووجدت أنني أمام عمل يحمل توليفة درامية منها الصعيدية، الغجرية، والصوفية، واستوحيت موسيقى العمل من القراءة فقط، إذ إن 90% من الموسيقى المُقدمة حالياً هي التي استوحيتها من القراءة، وأضفت إليها لمسات بسيطة بعد مشاهدة عدد من الحلقات المُصورة.

 

ماذا عن كواليس التأليف والتسجيل؟

بدأت العمل على تأليف موسيقى المسلسل قبل أربعة أشهر من بداية الموسم الرمضاني، هذا الوقت الكبير أتاح لي فرصة التفكير بتأني في التأليف الموسيقي، والعمل بأريحية للوصول لأفضل نسخة مُمكنة، وبقدر استمتاعي الكبير بالعمل إلا أن التجربة كانت تحمل قدر من الصعوبة، وأعتبرتها تحدياً بالنسبة لي على المستوى العملي.

 

لماذا وصفت التجربة بـ “الصعبة”؟

العمل تدور أحداثه في الصعيد، وهذه المنطقة الموسيقية سبقني إليها عدد كبير من الموسيقيين على رأسهم عمار الشريعي، عمر خيرت، وياسر عبد الرحمن، وتركوا بصمات موسيقية مُميزة وواضحة مازال صداها يعيش حتى اليوم، لذلك أحسست بمسئولية كبيرة وكان عليً البحث عن الجديد، وتقديم نفسي كمؤلف موسيقي بشكل مختلف، والعمل أيضاً حمل تحدياً بالنسبة لي لأنني كنت أطمح بتقديم موسيقى على نفس مستوى الأعمال الموسيقية التي قدمت على مر السنوات مع التركيز على ترك بصمتي المُميزة التي لا تُشبه أحداً خاصة مع محدودية الآلات الموسيقية الصعيدية بين المزمار، الربابة، الأرغول، فضلاً عن أن الجمهور يضع الأعمال في مقارنة تلقائياً، ويصدر أحكاماً مُسبقة ربما تكون خاطئة، لكن بفضل الله استطعت تقديم شخصيتي الفنية المستقلة التي لا تُشبه أحداً.

 

“جزيرة غمام” تدور أحداثه في عشرينيات القرن الماضي.. هل اكتفيت بقراءة سيناريو العمل أم استعنت بمراجع تاريخية عن هذه الفترة الزمنية؟

لدي خلفية تاريخية وموسيقية عن طبيعة الفن الصعيدي والغجري والصوفي في ذلك التوقيت في مصر، لذلك لم أحتاج إلى الاستعانة بمراجع تاريخية عن تلك الفترة الزمنية، لكنني كنت أبحث فقط عن تاريخ إنتاج كل أغنية من الأغنيات التي يتغني بها الفنانون داخل أحداث العمل للتأكد من أنها أُنتجت في نفس الفترة الزمنية أم لا، وذلك لتحقيق المصداقية والشفافية لدى الجمهور.

 

ماذا عن اعتمادك على الآلات الصعيدية؟

كثفت اعتمادي على الآلات الصعيدية في تتر النهاية كالمزمار والربابة والأرغول بالإضافة إلى بعض الآلات الشرقية كالعود، الناي والقانون، أما الموسيقى التصويرية المُصاحبة لمشاهد العمل اعتمدت في المقام الأول على العود، الكولة، المزمار، والدُف.

 

كيف جاء اختيار المطرب علي الحجار ليضع صوته على تتر البداية من ألحانك وتوزيعك؟

الحقيقة أن جميع فريق العمل المكون من المؤلف عبد الرحيم كمال، المخرج حسين المنباوي، والشاعر إبراهيم عبد الفتاح اجتمعنا على ترشيح اسم المطرب علي الحجار، فمن المعروف أن الحجار له بصمات غنائية في تاريخ الدراما المصرية وتحديداً الصعيدية، لذلك لم نجد أنسب وأفضل من صوته ليضعه على تتر البداية، وهذا العمل الغنائي هو السادس الذي يجمعني بالحجار، إذ بيننا كيمياء وثقة متبادلة، وعلاقة الصداقة القوية التي تجمعني به ساعدتني كثيراً وسهلت علينا العمل أثناء تسجيل الأغنية.

 

ماذا عن التعاون مع المخرج حسين المنباوي؟

هذا التعاون الثاني الذي يجمعني به بعد مسلسل “الفتوة” الذي عُرض في موسم رمضان 2020، والحقيقة أنه من المخرجين اللذين يعطوني إحساسا بالثقة، “بشتغل وأنا سايب إيدي”، وهذا ينعكس على جودة العمل، فضلاً عن أنه دائم التشاور والنقاش، وكان حريصاً على أن تأتي الموسيقى مُعبرة بشكل كبير وحقيقي عن المنطقة ولهجتها وأحداثها والفترة الزمنية التي تدور فيها مثلما خرجت الصورة الإخراجية بشكل واقعي وحقيقي للغاية.

 

كيف لمست ردود أفعال الجمهور؟

أسعدتني كثيراً جميع ردود الأفعال التي وصلتني خاصة تلك التي تتعلق بتتر النهاية، فقد كنت أراهن عليه لأنني صنعت توليفة موسيقية جديدة على أذن المستمع، إذ استعنت بآلة الكولة في الجملة اللحنية الرئيسية صاحبها إيقاع المصمودي، وهو إيقاع صعيدي بتوزيع أوركسترالي، ولا أُخفي أنني كنت قلقاً من هذه التوليفة لأنها جديدة على أذن المستمع لكن بفضل الله التعليقات عليه كانت مُبهرة بالنسبة لي.