بينى وبينك

الببلومانى الأخير

زينب عفيفى
زينب عفيفى

عشق القصة القصيرة، وأخلص لها، فأعطته التميز والاختلاف، دخل معها فى عوالم الدهشة، والحكايات الغرائبية فجاءت تحمل بعدا نفسيا عميقا لأبطاله، الذين يخال لمن يقرأ قصصهم أنه واحد منهم!.


شريف عبد المجيد كاتب قصصى من نوع خاص لديه العديد من المجموعات القصصية، منها «تاكسى أبيض، وصولو الخليفة، والجريمة الكاملة، ومقطع جديد لأسطورة قديمة، وخدمات ما بعد البيع، وبالحجم العائلي، وأحدثهم مجموعة «الببلومانى الأخير» التى استوقفتنى طويلا أمام قصصها ذات الطبيعية البوليسية الغامضة.


المجموعة تنقسم إلى جزءين، الجزء الأول يحتوى على خمس قصص» الذواق، رائحة الجوافة، صاحب الرسالة، الببلومانى الأخير، المزرعة السعيدة»، وفى الجزء الثانى يتضمن ست قصص» ولدا مثلك، رجل يشبهني، الجميع ينسون شيئا ما، فى وقوع السيستم، خمسة عشر يوما».

إحدى عشرة قصة تدور حول عوالم نفسية لشخصيات تتعرض لمواقف تغير طريق تفكيرها ونظرتها للأمور قبل أن يتورط بعضها فى جرائم قتل تتضاد مع أفكارها والمثل التى تدافع عنها، أما القصة الرئيسة فهى عن شخص مهووس بالكتب يتورط فى جرائم من أجل الحفاظ على الكتب تماما كما جاء فى إهداء المجموعة إلى «جاى مونتاج» وهو رجل الحريق بطل رواية 451 فهرنهايت للكاتب الأمريكى راى براد بري، الذى كلف بحرق الكتب ثم تحول لعاشق لها بعد أن تعرف على المعلمة التى جعلته يحب الكتب.

أما قصة الببلومانى الأخير، القصة مختلفة وإن كانت متشابهة فى الحفاظ على الكتب وحمايتها بالتوريث، من خلال قصة تقع فيها جرائم قتل مجهولة للناشر والناقد والكاتب، من جهة الببلومانى الكبير، الذى أورث سره لابنته التى قتلت زوجها - حين طلب منها بيع الكتب للاستفادة من ثمنها- لتوريث الكتب إلى ابنها نجيب ليواصل حماية الكتب من الاندثار وليصير هو الببلومانى الأخير.