إنهــا مصـــــــر

الرئيس والإعلاميون

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

كانت الأجواء مهيأة لحوار رائع بين الرئيس والإعلاميين الذين حضروا احتفال موسم حصاد القمح فى توشكى، فالمناسبة مبهجة عندما تنشق الصحراء عن الخير، وتبشر فى هذه المنطقة الواعدة باستصلاح نصف مليون فدان فى غضون شهور قليلة وإنتاج 500 ألف طن من القمح، وسعادة الرئيس الكبرى هى أن يرى بلاده تزدهر وتتقدم، وتكتفى ذاتياً ولا تمد يدها لأحد.


 اللقاء كان صريحاً كعادة الرئيس، ولكن أعتقد أنها المرة الأولى أن يجلس كل هذا الوقت مع الصحفيين والاعلاميين سعيداً ومبتسماً، وهو يستمع إلى الأسئلة الساخنة التى تكتسى بالوعى والفهم، وتعكس كل آمال وتطلعات وأيضاً هموم الشارع المصري.


 اللقاء كان طويلاً، وأقتطف منه بعض اللقطات المهمة:


 فعندما تحدث الرئيس عن المشكلة السكانية، قدم صورة بسيطة للمشكلة، شارحاً ما يحدث بأنه مثل سيارتين الأولى سريعة وهى النمو السكانى والثانية بطيئة وهى النمو الاقتصادي، ومهما حاولت الثانية أن تزيد سرعتها، إلا أن الفجوة ستظل دائماً موجودة،ولن يشعر الناس بالتحسن، ويكفى أن نعلم أن سكان مصر زادوا 25 مليوناً منذ 2011، أى تعداد دولة متوسطة الحجم.


 وعندما تحدث الرئيس عن الإصلاح السياسي، أبدى رغبته فى إجراء حوار مجتمعى يكون مهما وضرورياً فى هذه المرحلة وعندما يعلن عنه، سيكون الجميع مطالبين بإعداد رؤى واقعية توازن بين الرغبة فى إطلاق حزمة من الإصلاحات السياسية، بالتوازن الشديد مع الإصلاحات الاقتصادية، والحفاظ على مكونات الدولة وحالة الأمن والاستقرار.


  فقد عانت مصر كثيراً مما حدث بعد 2011، وفقدت الدولة المصرية أشياء مهمة من مكوناتها، وتحتاج إلى إعادة ترسيخ المفاهيم التى تتناسب مع انطلاق الجمهورية الجديدة، بأفكار ورؤى بناءة وخلاقة، تستهدف بالدرجة الأولى الحفاظ على الإنجازات التى تحدث، وترسيخ معالمها انطلاقاً إلى المستقبل.
 وعندما تحدث الرئيس عن الأزمة الأوكرانية، تناول تأثيراتها العالمية ومساسها بالشأن المصري، شارحاً جهود الدولة لتلافى آثارها السلبية، والدليل على ذلك توافر السلع فى السوق المصرية بشكل غير مسبوق، قد تكون الأسعار مرتفعة إلى حد ما، ولكن السلع تملأ الأسواق، حتى تنتهى الأزمة بظلالها وتعود حالة التوازن التى كانت سائدة.


 وعندما تحدث الرئيس عن سيناء، عاد بالأزمة إلى ما كان يحدث قبل 2011 بخمس أو ست سنوات، عندما نجح الإرهابيين فى تأسيس بنية قوية، تم استخدامها فيما بعد، وودت أن أقول للرئيس أننى كنت شاهد عيان على حالة التراخى للأوضاع الأمنية فى سيناء قبل 2011، حيث لم يكن مسموحاً بدخول أسلحة قوية لمطاردة الإرهابيون فى سيناء، فى ظل التراخى الذى وصل إلى حد الإهمال.


 كان الإعلاميون حريصين أن تبدأ مداخلاتهم بتهنئة الرئيس بالأعياد التى تعيشها مصر الآن، فنحن فى العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر وقدوم عيد الفطر وعيد العمال وشم النسيم وعيد القيامة المجيد.


 أيام طيبة ومباركة، انعكست روائحها على اللقاء الرائع بين الرئيس والإعلاميين، والجميع يتمنى أن تستمر مثل هذه اللقاءات، التى تضفى على الأجواء السياسية والإعلامية دفئاً وحيوية.