بعد غاراته على غزة.. الاحتلال يؤكد اعتزام «التهدئة»

مستوطنون خلال اقتحام باحات الأقصى
مستوطنون خلال اقتحام باحات الأقصى

اعتبر المتحدث باسم قوات الاحتلال الإسرائيلى ران كوخاف أن تبادل لإطلاق النار وقع ليلا بين إسرائيل وغزة «هو الأهم منذ عملية حارس الأسوار»، التى استمرت 11 يوما فى مايو الماضي.

وأكد كوخاف فى تصريح لإذاعة الاحتلال، أن «الضربات الليلة كانت الأكثر أهمية منذ عملية حارس الأسوار»، معلنا أن قوات الاحتلال الإسرائيلى استخدم «وسائل خاصة» لاستهداف مصنع للصواريخ وكذلك أهداف تحت الأرض، دون الخوض فى التفاصيل.

وأشار إلى أنه «فى الوقت الحالى نحاول تهدئة الوضع وفصل الجبهات.. لا أصدق أننى أقول هذا، لكن غزة أصبحت الجبهة الأكثر استقرارًا»، فى إشارة إلى المواجهات فى الحرم القدسي.

من جانبه، أكد رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» إسماعيل هنية اليوم الخميس أنه «سيتم هزيمة سياسة اقتحام المسجد الأقصى، كما تم إلحاق الهزيمة بما يسمى مسيرة الأعلام».

اقرأ أيضاً | إذاعة الجيش الإسرائيلي: إطلاق قذيفة صاروخية من غزة نحو المستوطانات

وقال هنية، إنه «ما يتم فى الأقصى من عربدة سوف يقصر من عمر المحتل وسيندحر عن أرض فلسطين»، مؤكدا أن «شعبنا والمرابطين والمرابطات فى المسجد الأقصى يمثلون خط الدفاع الأول الذى سيظل ثابتا متقدما».

وكان الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين، قد نفذوا اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، خلال «أسبوع عيد الفصح اليهودي»، بحراسة من قوات الاحتلال وقمع للمصلين داخل وخارج الأقصى. وبلغ عدد المقتحمين خلال «أسبوع عيد الفصح» من الأحد الماضى حتى اليوم الخميس الى 3738 مستوطنا.

ولتأمين اقتحامات المستوطنين، قامت القوات على مدار الأسبوع بإخلاء ساحات الأقصى، وفرضت حصارها على المصلين داخل المصلى القبلي، واعتدت عليهم بالغاز والقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، كما اعتدت على السيدات اللواتى رابطن فى المسجد ولاحقتهن من مكان الى آخر لمنعهن من التكبيرات أمام المستوطنين.

واليوم، اقتحمت قوات الاحتلال الأقصى قبل السادسة صباحا، وأخلت الساحات، وحاصرت الشبان داخل المصلى القبلي، واقتحم المسجد 740 متطرفا «14 مجموعة»، وسجلت إصابتين «بالوجه وباليد» للشبان المحاصرين داخل المصلى القبلي. كما قام الاحتلال باعتقال شبان وفتاة عند أبواب الأقصى.

فى تلك الأثناء، حذر المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من خطورة القرار الإسرائيلى بفرض قيود على دخول المصلين المسيحيين إلى كنيسة القيامة. وقال إن هذا القرار يأتى استكمالا للسياسة الإسرائيلية التصعيدية ضد مدينة القدس ومقدساتها، ومتزامنة مع الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك من قبل التطرفين اليهود بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ومن جهتها، دعت وزارة الخارجية الفلسطينية امس، الى اتخاذ إجراءات جادة لإنفاذ «اتفاقية جنيف» الرابعة والإعلانات السابقة لمؤتمرات الدول الأطراف فى الأرض الفلسطينية المحتلة. وفى رسالة عاجلة وجهتها، للدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الأربع، أكدت الوزارة رفضها المطلق لـ»محاولات تبرير العدوان الإسرائيلى المتواصل ضد الشعب الفلسطيني»، داعية إلى أن «يتم إنهاء الاستثناء الذى تتمتع به إسرائيل إزاء التزاماتها المنصوص عليها فى القانون الدولي». كما اعتبرت الوزارة فى الوقت نفسه، إنه آن الأوان لوفاء الإدارة الأمريكية بالتزاماتها بما فى ذلك إعادة فتح القنصلية الأمريكية فى القدس.

من جانبها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح امس، ان أكثر ما تخشاه إسرائيل من الأحداث الجارية فى مدينة القدس هو ان تمتد شرارة التوتر فى القدس إلى المناطق العربية بداخل إسرائيل.

وقالت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية، أن إسرائيل تخشى فعلياً من تكرار الأحداث التى وقعت خلال عملية «حارس الأسوار» ضد غزة قبل عام. وأشارت إلى أن « الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 57 من عرب 48 فى الداخل خلال الأيام الأخيرة معظمهم من سكان وادى عارة والناصرة وأم الفحم والفريديس».