حرب القمح والشعير!!

حرب القمح والشعير!!
حرب القمح والشعير!!

كلنا يتذكر الأغنية الفولكلورية الشعبية « طلع البدر علينا « التى استقبل بها أهل المدينة المنورة رسول الله - عليه أفضل الصلاة والسلام - لكن هناك أغنيات نسائية جميلة تجاهلها كتاب السيرة؛ فعندما استقر الرسول فى بيت الصحابى الجليل أبى أيوب الأنصارى - رضى الله عنه - بين بنى النجار اخواله - عليه الصلاة والسلام - قالت النسوة: « نحن نساء بنى النجار ، يا حبذا محمد من جار «فابتسم الرسول، وقال: يعلم الله أن قلبى يحبكن».

ومعظمهن من خالاته وجداته.. وجد الحبيب المصطفى أرض المدينة تصلح للزراعة فعاتبهم على الانشغال بالعصبية الجاهلية «حروب الأوس والخزرج» عن زراعة هذه الأرض، وحدث الاكتفاء الذاتى من القمح والشعير بعدما كانوا يشترونه من بلاد اليمامة شرق الحجاز..

وفى العام السادس من الهجرة «عام الحزن» لوفاة عمه أبى طالب والسيدة خديجة - رضى الله عنها- فيه ازداد أذى القرشيين لرسول الله؛ فجاءه الصحابى الجليل ثمامة بن آثال الحنفى حاكم اليمامة - رضى الله عنه- وقال: «يارسول الله ...لن أعطيهم حبة بر أو شعير بعد اليوم إلا بإذنك ، فقال الرسول : « مهلا يا ثمامة ؛ لعل الله أن يهديهم مثلك ، وما ذنب الأطفال والنساء والرجال العزل ؟!! .


هناك فارق كبير بين حضارة إسلامية جاءت لإحياء الإنسان والحفاظ على كرامته وإنسانيته وبين حضارة غربية متغطرسة غاشمة تريد أن تحرق الأخضر واليابس، بل أحرقت وخربت بالفعل؛ والنتيجة هو المستقبل الغامض والمرعب للعالم الحالى الذى ليس له من دون الله كاشفة؛ فللحرب عندنا أخلاق وآداب لايمكن التخلى عنها، وأعلاها على الإطلاق أننى أوثر الأسير المحارب بأفضل ما لدى لقول المولى سبحانه وتعالى : « ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا».  


  ما هى هذه العظمة لمن أرسله الله رحمة للعالمين - عليه أفضل الصلاة والسلام - وما هذا الدين الإسلامى الحنيف الذى يجعلنى أمنح الأسير - الذى كان يحاربنى ويقاتلنى بالأمس - أفضل وأحب ما لدى عندما يقع فى الأسر ؟!! .

اقرأ ايضا | ليالي رمضان.. شارع المعز أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم