أول سطر

وليمة رمضانية دسمة

طاهر قابيل
طاهر قابيل

وجبة شهية قدمها التليفزيون والفضائيات.. أعمال درامية رائعة امتدت من» الإفطار» إلى وقت «السحور» .. كان مسلسل «الاختيار» أكثرها تشويقا ومتابعة وذلك لعدة أسباب منها الإجادة والجهد الواضح الذى يصل إلى حد «التحدى» فمن الصعب تقديم عمل درامى يتعرض لأزمة معقدة تتعدد أطرافها وتتداخل مستوياتها وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والدينية والنفسية..

كما أن أبطالها وأطرافها مازالوا شهوداً وموجودين على الساحة والمشاهدون يقارنون بين ما يشاهدونه وعاشوه على أرض الواقع وخاصة أن العمل يحتاج رسماً للشخصيات الرئيسية المعروفة للجميع بملامحها ونبرة صوتها وحركتها.
كان الأداء متميزاً واستخدم صناع الدراما مقاطع وثائقية دون أن يكسر الاندماج ومتسق مع الأحداث وزادتها مصداقيته..

لقد نجح المسلسل فى تحقيق عدد من المزايا منها أنه استطاع جذب المشاهدين من كل الفئات والأعمار والاتجاهات ومنحنا وثيقة مهمة تُحكى للأجيال كما أعطانا فرصة لمعرفة جوانب مختلفة وكواليس وتقديم صورة كاملة تجعلنا أكثر قدرة على تقييم ما حدث بنظرة أشمل وأعمق..

لقد قدمت أجهزة فى الدولة دعما وتسهيلات للعمل الدرامى مما منحته الكثير من المعلومات والإمكانات..

فما زالت الدراما من أهم القوى الناعمة فافلامنا ومسلسلاتنا راسخة فى ذهن ووجدان أى عربى وتربعت لهجاتنا على ألسنتهم وداخل قلوبهم ..

ولمست هذا فى إحدى زياراتى ومهام عملى بالمغرب عندما استدعتنى شابة لشرب كوب من الشاى  مؤكدة بلهجة مصرية انها تعلمت لغتنا من الأفلام والمسلسلات وتتمنى أن ترى القاهرة وتعيش فيها ..

وكان ممتعاً لى بالصين أن رافقتنى طالبة جامعية تتعلم العربية الفصحى عندما نطقت لهجتنا المصرية بطلاقة فلم أشعر معها بالغربة رغم بعد المسافات والثقافات.


علينا أن نشجع الإنتاج السينمائى والدرامى ونقدم لهما كل التسهيلات الممكنة حتى نستعيد مكانتنا ونصل إلى العالمية وتكون الفنون السينمائية والمسرحية من أهم مصادرنا للدخل القومى فإننا نملك المبدعين فى الكتابة والتمثيل والإخراج والمونتاج والتصوير ويمكنا المنافسة عربيا وأفريقيا وعالميا ..

يوما ما سنجد أفلامنا ومسلسلاتنا معروضة على القنوات التليفزيونية ودور السينما وعلى خشبة المسرح وأبطالنا يشاركون فى المهرجانات وينالون التصفيق والجوائز ويتحدث عنهم كل العالم ونتخلص من الأفلام والمسلسلات الأجنبية البعيدة عن قضايانا .


ان مسلسل «الاختيار » حظى بجماهيرية واسعة واهتمام كبير بجوارالعديد من الأعمال المميزة ذات المستوى الرفيع واستمتعنا بها وسنظل نشاهدها حتى بعد الشهرالكريم ..

فمن تطور إلى تطور ومن إبداع إلى إبداع فمصرنا الجديدة تفتخر بأى عمل متميز يعود بنا إلى ريادتنا.