الموت جوعا فى تيجراى بسبب منع الحكومة وصول المساعدات

اشخاص فى تيجراى ينتظرون للحصول على مساعدات غذائية
اشخاص فى تيجراى ينتظرون للحصول على مساعدات غذائية

كتبت : مروى حسن حسين

من المحتمل أن تكلف موجات الجفاف والفيضانات والأعاصير وحرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ الولايات المتحدة ما يقرب من 2 تريليون دولار سنويًا ، وفقًا للبيت الأبيض
 دق تحليل أجراه مكتب الإدارة والميزانية جرس الإنذار من أن الدولة يمكن أن تنفق 25 مليار دولار إضافية إلى 128 مليار دولار تنفق  كل عام على الإغاثة من الكوارث الساحلية ، والتأمين  من الفيضانات  وإخماد حرائق البرارى ، وتأمين الرعاية الصحية إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة بلا هوادة.. حيث يهدد تغير المناخ المجتمعات والقطاعات فى جميع أنحاء الولايات المتحدة ، وتؤثر على اقتصاد الولايات المتحدة وحياة الأمريكيين العاديين. 

منذ ان اندلع الصراع فى اوكرانيا تراجعت كل ازمات العالم امام المجتمع الدولى وتراجعت معه كل المساعدات التى كانت تقدم الى هذه الاماكن واصبحت الازمات فى كل اليمن وافغانستان وسوريا واثيوبيا لاتحظى بنفس الاهتمام الذى تحظى به اوكرانيا ..هذا الوضع اثار انتقاد الكثيرين مثل تيدروس أدهانوم جيبريسوس رئيس منظمة الصحة العالمية الذى انتقد المجتمع الدولى مؤخرا لتركيزه على الحرب فى أوكرانيا.

وتضاؤل الاهتمام بالأزمات فى أماكن أخرى ، بما فى ذلك فى موطنه إثيوبيا ، وقال ان الازمات لايتم أخذها فى الاعتبار على قدم المساواة ، ربما لأن أولئك الذين يعانون ليسوا من البيض.. تساءل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس «إذا كان العالم يولى اهتمامًا متساويًا لحياة السود والبيض» ، بالنظر إلى أن حالات الطوارئ الجارية فى إثيوبيا واليمن وأفغانستان وسوريا فلم تحظ سوى «بجزء ضئيل» من الاهتمام العالمى بأوكرانيا. واكد أنه «لا يوجد مكان على وجه الأرض تكون فيه صحة الملايين من الناس أكثر تهديدًا» من منطقة تيجراى الإثيوبية.


فمنذ إعلان الهدنة فى تيجراى قبل ثلاثة أسابيع ، كان من المفترض أن تتمكن حوالى 2000 شاحنة من جلب الطعام والأدوية وغيرها من الضروريات إلى المنطقة التى يمزقها الصراع.

وبدلاً من ذلك ، لم تصل سوى 20 شاحنة فقط ، وبينما نتحدث ، يموت الناس جوعاً، على حد قول تيدروس ، وزير الصحة السابق فى إثيوبيا ومن عرق تيجراي. واعتبر مايحدث حاليا هناك واحد من أطول وأسوأ عمليات الحصار من قبل القوات الإريترية والإثيوبية فى التاريخ الحديث.»


وصف تيدروس الوضع فى تيجراى بأنه «مأساوي» وقال إنه «يأمل أن يعود العالم إلى رشده ويعامل كل البشر على قدم المساواة». كما انتقد الصحافة لفشلها فى توثيق الفظائع المستمرة فى إثيوبيا ، مشيرًا إلى أن الناس قد تم حرقهم أحياء هناك.. سبق ان نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، افتتاحية عقدت فيها مقارنة بالمآسى التى يشهدها المدنيون فى الحرب داخل أوكرانيا، بتلك التى تحدث كل يوم فى إقليم تيجراي.


وقالت الافتتاحية التى نشرت بعنوان: «حروب منسية.. علينا ألا نغض الطرف عن ضحايا الصراعات الأخرى»، إن العاملين الصحيين فى تيجراى تعرضوا للهجوم وأصبحت الانتهاكات البشعة لقوانين الحرب هى القاعدة.

ولفتت الافتتاحية إلى شريط الفيديو المرعب الذى تداولته بعض وسائل الإعلام، والذى يظهر رجالًا مسلحين يحرقون رجلًا من سكان تيجراى حتى الموت فى غرب إثيوبيا.


يحدث ذلك فى الوقت الذى تؤكد فيه الأمم المتحدة إن هناك نقصًا حادًا فى المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية نتيجة للصراع فى تيجراى ، حيث يوجد أكثر من 90٪ من السكان فى حاجة ماسة إلى المساعدة. بعد هدنة إنسانية تم الاتفاق عليها بين الحكومة الإثيوبية وقوات المعارضة فى وقت سابق من هذا الشهر ، بدأت المساعدات الأولية فى الوصول براً إلى ميكيلى عاصمة تيجراى.

ورحبت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى بالخطوة باعتبارها «خطوة فى الاتجاه الصحيح» لكنها قالت إنه يجب أن يكون هناك «نظام قائم لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود للمحتاجين».. خلال الأسبوع الأول من شهر مارس ، تم نقل 100 طن فقط من المساعدات الإنسانية عن طريق الجو إلى ميكيلى ، وهو أقل بكثير مما هو مطلوب.. تشير التقديرات إلى أن حوالى نصف مليون طفل يعانون من نقص الغذاء فى تيجراى ، بما فى ذلك أكثر من 115000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. من المتوقع أن يتفاقم مستوى انعدام الأمن الغذائى فى الأشهر المقبلة مع استنفاد مخزون الغذاء المتبقى من الموسم الماضي.


تقدر وكالات المعونة التابعة للأمم المتحدة أن 100 شاحنة تحمل المواد الغذائية وغير الغذائية والوقود ، مطلوبة لإيصال المساعدات المطلوبة إلى تيجراى كل يوم. وحتى الآن ، تم إغلاق الطرق الرئيسية بسبب الصراع المستمر.


وكذلك أدى استمرار القتال فى المنطقة الحدودية بين تيجراى وإقليم عفار المجاور إلى الشرق الذى جعل هذا الطريق خطيرًا للغاية. كما تم إغلاق الطرق من منطقة الأمهرة إلى الجنوب والسودان إلى الغرب بسبب تنافس الميليشيات على السيطرة على هذه المناطق. كما لا يمكن الوصول عبر الحدود الشمالية لتيجراى مع إريتريا.


تنفى الحكومة الإثيوبية انها تمنع المساعدات ، وألقت باللوم على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى بدلاً من ذلك. ونفت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى اتهامات الحكومة بأنها مسؤولة عن تعطيل المساعدات.. كانت الحكومة تقيد حركة الوقود إلى تيجراى لعدة أشهر ، مما أثر بشدة على توزيع المساعدات داخل تيجراي. ولعدة أشهر ، فرضت الحكومة الإثيوبية قيودًا على حركة الإمدادات الطبية. نتيجة لذلك يموت المرضى فى المستشفى الرئيسى فى تيجراى نتيجة نقص فى الأدوية المنقذة للحياة والأكسجين ،وفقًا لمسؤولى الصحة ورغم وجود حاجة إلى 2200 طن من الإمدادات الصحية الطارئة للاستجابة للاحتياجات الصحية العاجلة فى تيجراي. تم تسليم 221 طناً فقط حتى الآن-حوالى 4٪ فقط من المطلوب.

اقرأ ايضا | تقرير: تيجراى يشهد «تطهيرًا عرقيًا» و«جرائم حرب»