في الخمسينيات.. «بمب» رمضان يسبب أزمة بحي عابدين

حي عابدين
حي عابدين

في القرن التاسع عشر قام العثمانيون بإنشاء قوة لحماية الأمن تسمى "الدرك" وهو اللفظ الذي كانوا يطلقونه على رجال الشرطة في ذلك العصر لحفظ الأمن والنظام ونشر الأمان في الشارع المصري.

وقد أطلق العثمانيون لفظ "الدرك" على رجال الشرطة لاستدراكهم المجرمين وملاحقتهم وظل عسكرى الدرك متواجدا فى مصر لفترة طويلة جدا منذ دخول الخلافة العثمانية حتى قيام ثورة 23 يوليو .

 

اقرأ ايضا:ملوك العطارة بمصر.. «علاج النبي أيوب وتحويجة سرية للجمال» 

 

وبعد الثورة قام مجلس قيادة الثورة بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإلغاء وظيفة "عساكر الدرك" واستبدالهم بعساكر وخفراء إلى أنهم في النهاية يقومون بنفس المهمة، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 7 مايو 1955.

 

 

وقد حدث موقف طريف في حقبة الخمسينات حيث قام وكيل نيابة عابدين بالتحقيق في بلاغ مقدم من أحد العساكر ضد مأمور ضرائب لاتهامه بالتعدي عليه بالضرب.

 

 

وترجع تفاصيل الواقعة حيث استيقظ مأمور الضرائب من نومه في الساعة الرابعة صباحا بعد الفجر على صوت دوى انفجار كبير وقام مهرولا ليستطلع الأمر وفتح نافذة غرفته فشاهد عسكري الدورية الليلية المسئول عن حفظ الأمن بمنطقة عابدين وبعض الأطفال وهم يلتفون حوله ويقومون بإلقاء كميات كبيرة من البمب تعبيرا عن سعادتهم بشهر رمضان.

فنزل إليهم وقام بتفريقهم من أمام منزله وقام بمعاتبة العسكري وذهب إلى الكشك الذي يبيع البمب وقام بتحذيره بعدم بيع البمب لأطفال المنطقة.


وفى اليوم التالي وفى نفس الموعد فوجئ بتكرار ما حدث بنفس الصوت  فقام بالنزول مسرعا إلى الشارع واخذ ينهر الأطفال في عنف فتدخل العسكري لمنعه فقام مأمور الضرائب بسبه وانصرف.

وفى اليوم التالي تكرر ما حدث ففتح النافذة ليشاهد العسكري بنفسه وهو يلقي البمب وحوله الأطفال ، فما كان منه الا ونزل إلى الشارع ليعاتبه على فعلته كونه أحد رجال الأمن ولا يصح أن يصدر منه مثل هذه الأفعال ويزعج السكان وخصوصا وهم على أعتاب صيام يوم من أيام الشهر الكريم.

وحدثت بينهما مشاجرة قام على أثرها المأمور بصفع العسكري على وجهه، ثم قام بالتوجه إلى صاحب الكشك وهو في حالة هستيريا ليعتدي عليه بعصا كان يحملها في يده.

 

 

 
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم