روسيا: أهم عامل للأزمة الغذائية الوشيكة في العالم ليس عمليتنا في أوكرانيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شددت روسيا على أن أهم عامل للأزمة الغذائية المتوقعة في العالم لا يكمن في عمليتها العسكرية في أوكرانيا بل في العقوبات الغربية المفروضة عليها على خلفية هذا النزاع.

وقال النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، سيرجي بوليانسكي، خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي بشأن تطورات الوضع في اليمن: "لم تفاجئنا الافتراءات التي جاءت اليوم من قبل عدد من الدول مفادها أن السبب الوحيد للأزمة الغذائية العالمية الوشيكة يكمن في تصرفات روسيا في أوكرانيا حصرا، ونفهم أن توجيه مثل هذه الاتهامات يمثل لزملائنا الغربيين أسلوبا أكثر ملاءمة من الاعتراف بمسؤوليتهم عن حالة انعدام الاستقرار والتشاؤم السائدة في أسواق الغذاء الطاقة والمال في العالم".

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن هذا الوضع لم يظهر الآن بل ينشأ منذ عدة سنوات، لافتا إلى أن سببها بالدرجة الأولى يعود إلى "إعانات مالية مفرطة في اقتصاد الدول الغربية والحروب التجارية والحمائية والعقوبات أحادية الجانب غير القانونية التي يعاني منها بشكل أو بآخر ثلثا سكان الكرة الأرضية".

وحمل بوليانسكي دول الغرب المسؤولية عن تطبيق "الانتقال الطاقي المتسارع في مصلحة الصراع من أجل تكنولوجياتها"، مضيفا أن كل هذه العوامل أثرت حتى قبل مطلع عام 2021 على ارتفاع أسعار الطاقة والأغذية في العالم.

وقال: "أكبر عامل لعدم الاستقرار وبادرة المشاكل الوشيكة لا يكمن اليوم في العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا بل في الإجراءات العقابية المفروضة بحق دولتنا بهدف قطع الإمدادات اللوجيستية والنماذج المالية القائمة لسداد ثمن أي إمدادات من روسيا باستثناء الطاقة التي يحتاج إليها الغرب".

وتابع: "ولذلك، السيدات والسادة، إذا كنتم في الواقع راغبين في مساعدة العالم في تجنب أزمة غذائية، ألغوا العقوبات المفروضة بقراراتكم، فستشعر الدول الفقيرة بالفارق فورا. وإذا لم تكونوا مستعدين لفعل ذلك، فيرجى منكم الامتناع عن التلاعب بالألفاظ ومحاولة تضليل الجميع".

يذكر أن أسعار الغذاء العالمية بدأت في الارتفاع منذ مطلع العام 2021، وذلك نتيجة السياسة غير المسؤولة التي اتبعتها البنوك المركزية الغربية خلال السنوات الماضية، حيث عمدت لضخ عشرات التريليونات من عملات الدولار واليورو والجنيه الإسترليني غير المدعومة في الاقتصادات الغربية الأمر الذي أجج التضخم.

وتفاقم التضخم مؤخرا مع فرض الدول الغربية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، عقوبات غير مسبوقة على روسيا، التي تعد من أبرز منتجي موارد الطاقة ومصدري المواد الغذائية في العالم.