في السبعينيات.. مساجد اليابان خالية من التماثيل

مساجد اليابان
مساجد اليابان

تاريخ الإسلام في اليابان حديث نسبيًا مقارنة بوجوده منذ فترة طويلة في بلدان أخرى حول العالم، وفي عام 1978 بلغ عدد سكان اليابان 110 ملايين شخص منهم 20 ألفًا فقط من المسلمين، فكيف يعيش هؤلاء، وبخاصة في شهر رمضان المبارك؟

سؤال أجاب عليه أحد هؤلاء المسلمين وتم نشره في جريدة الجمهورية في 31 أغسطس 1978، وكان شاب لم يكمل من عمره ربع قرن بعد، واهتدى إلى الإسلام بعقله بعد أن عاش فترة التكوين الجسدي والعقلي وسط أسرته التي تدين بالبوذية.

 ولكن قبل أن يتحدث هذا الشاب عن كيف يعيش المسلمون هناك في رمضان، تحدث أولاً عن قصة إسلامه قائلاً: كنت مثل غيري من شباب اليابان غارقًا في تناول المسكرات حتى أنسى طاحونة المجتمع الصناعي التي حولتني إلى ترس من تروس مصانعه فأفقدني الإحساس بإنسانيتي، إلا أنني بالرغم من ذلك كنت أخف وطأة من غيري، فاليابان مليئة بحوادث القتل التي يرتكبها الشاب الصغير بسبب الشعور بالضياع والعيش في دوامة، وكان هذا أول الطريق الذي اهتدى به إبراهيم يوكيو أوتاني.

البداية في الجامعة

قال إبراهيم: كانت البداية في جامعة كانسا أي بكلية الآداب قسم التاريخ؛حيث تخصصت في التاريخ الشرقي مما أتاح لي فرصة الاطلاع على الديانات المختلفة، ولم تكن هذه الاطلاعات بدافع الدراسة الجامعية فقد إنما تعدت ذلك إلى الاهتمام الشخصي باعتبارها قضية تتعلق بحياتي الخاصة فقد كنت بوذيًا بالاسم فقط، لا أدري من ممارسات هذا الدين ولا مضمونه شيئًا مثل كثير من اليابانيين.

ولم أجد في البوذية تعريفًا محددًا لله سبحانه وتعالى، وتوضيحًا للسؤال الذي راودني كثيرًا وهو: من هو الله؟!، وفشلت البوذية وغيرها من الأديان في إقناعي بإجابة تدخل قلبي وعقلي معًا، ولقد كانت هذه النقطة بالذات بمثابة ميزة الإسلام الكبرى لأنه قائم على التوحيد بدون أي شوائب تعكره.

واستكمل إبراهيم حديثه قائلاً: بعد أن ظللت أقرأ الكتب الدينية ابتداءً من عام 1972 وأخذت أقرأ معاني القرآن باللغة اليابانية وساعدني في ذلك التردد على مسجد من 3 مساجد في طوكيو وأوساكا، ويقوم المسجد أيضًا بحضور إشهار اليابانيين للإسلام ممثلاً في إمامه وهذا ما حدث لي عندما أسلمت عام 1975.

أين التماثيل؟

وتحدث إبراهيم عن موقف إسلامه مع أبيه قائلاً: لم يغضب أبي حينما علم بإسلامي، ولكن لما مس الإيمان أعماق قلبي حاولت أن أقنع أهلي بهذا الخبر فدعوت أبي لزيارة المسجد وكان يتوقع أن يرى بداخله تماثيل وصورًا كما هو معهود في المعابد البوذية ولكنه لم يجد شيء بداخله وأصيب بخيبة أمل وقال: إن المسجد ليس بداخله شيء، مما أثار ضحك الابن إبراهيم.

شهر رمضان في اليابان

ومسلمو اليابان البالغ عددهم 20 ألفًا يعرفون مواقيت الصلاة والإفطار والسحور عن طريق صحيفة الإسلام الشهرية التي تصدرها منظمة المسلمين اليابانيين في طوكيو ويتم توزيعها على القراء بدون ثمن مادي.

وعن شهر الصيام بين مسلمي اليابان قال إبراهيم: عندما يقبل رمضان على اليابان تضاء مساجدها الثلاثة بالأنوار، كذلك يحرص المسلمون يوم الأحد وهو العطلة الأسبوعية على الذهاب إلى المسجد بعد صلاة العصر ليرتلو القرآن ويتعلموا الدين على يد واعظ مسلم يتكلم العربية.

وبعد أذان المغرب يشربون الماء مع قليل من الطعام ثم يؤدون صلاة المغرب، وكذلك يواظبون على أداء صلاة الجمعة في المسجد بالرغم من أن يومها ليس يوم عطلة بالنسبة لهم.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم