إنى صائم

              أسماء أحمد عوض الله منطقة وعظ دمياط
أسماء أحمد عوض الله منطقة وعظ دمياط

فى رمضان دائمًا ما نسمع هذه الكلمة « إنى صائم»..

فنجد البعض يرددها ليذكر نفسه بأنه صائم؛ فتبدأ رحلته مع حفظ اللسان، وغض البصر، وإتقان العمل، وإخلاص النية، والحرص على الطاعات..

بينما نجد آخرين يرددون نفس الكلمة ولكن بصخب وجزع وكأنها مجرد كلمة تعودت النفس على جريانها على اللسان، فدائمًا يتعصبون بحجة الصيام.. بل نرى من وضعه الله فى خدمة الناس فبدل من التيسير عليهم وقضاء حوائجهم؛ يضع العراقيل والعقبات ويردد:إنى صائم.


ولكن أين هم من حقيقة الصيام؟!.. فهؤلاء لم يفهموا المغزى الحقيقى للصيام، فنحن إذا تدبرنا الحديث القدسى حيث قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ:« كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِى به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ» (صحيح البخاري)، فالله عزوجل يخبرنا أن الصيام له من الأجر الوفير والثواب العظيم ما لا يعلمه إلا الله، وذلك لأن الصيام عبادة تُحقق المعنى الحقيقى لإخلاص النية ومراقبة الله، كما أن الصيام حصن حصين لعباد الله المتقين من المعاصى والزلات؛ لذلك لابد من الحرص على الصيام فلا نضيعه فى الفحش والكلام البذيء، ولا بالتعصب وتعطيل مصالح الناس، وإذا غفل البعض عن حقيقة الصيام، وحاولوا الإيقاع بنا فى المحرمات؛ فلنذكر أنفسنا ونذكرهم بأننا صائمون ولا ينبغى لنا أن نضيع ثوابنا، فلا يكون لنا حظ من الصيام إلا الجوع والعطش وعذاب النفس بترك الطعام والشراب.. فالصيام حقيقته تتمثل فى ترك ما حرم الله من المعاصى والآثام، قبل ترك ما أحله من طعام وشراب، ولنتذكر دائمًا أن المقصد الشرعى من الصيام هو تحقيق التقوى التى تعنى مراقبة الله فى الحركات والسكنات.