نبض السطور

رسائل القوة الناعمة

خالد ميرى
خالد ميرى

نجحت دراما رمضان هذا العام كما لم تنجح من قبل..

نجحت فى جمع مئات الملايين من العرب من المحيط إلى الخليج حول الشاشة الصغيرة. كما جذبت الملايين فى أوروبا وأمريكا.


نستمتع ونحن نشاهد تاريخ مصر الحديث حين يتحرك أمام أعيننا فى الاختيار، القرار الذى أنقذ وطناً واستجاب لإرادة شعب اختار الحياة..

نضحك كما لم نضحك من قبل أمام كوميديا راقية كانت غائبة، تنفرج أساريرنا ونحن نشاهد عمالقة الفن المصرى يتنافسون فى مباراة من المتعة والجاذبية، وكل القضايا اجتماعية وسياسية وأمنية واقتصادية ودينية تتحرك أمام أعيننا، تجذب حواسنا وتمتعنا وتدفعنا إلى التفكير.


مصر عادت قوتك الناعمة..

عاد فنك يسطع فى سماء المنطقة والعالم، والرسائل تتوالى وتصل للعقول والقلوب فى سهولة ويسر..

الوعى الجمعى يزداد تحصنا فنمسك على وطننا بكل قوة وحب وعزة بعد أن كاد أن يضيع لولا إرادة الله وجيشنا القوى الأمين وزعيمنا المؤمن الذى اختارته الأقدار ليلتف حوله الشعب وينقذ البلاد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الوعى أيضا بأن خطر جماعة إخوان الإرهاب وجماعات الدم مازال يهددنا ويجب ألا نغفل عنه وألا ننام.
ومن الوعى إلى المرأة المصرية..

فالدراما تعيد لها مكانتها وحقوقها - تاج على الرأس - كما تقدم الدراما مصر الجميلة إلى العالم مصر التى قضت على العشوائيات وتبنى مستقبلها، مصر الجميلة التى تهفو قلوب السياح من كل مكان فى العالم إليها..

وتناقش الدراما قضايا المجتمع بدون رتوش، الزواج والطلاق ومحاكم الأسرة والتعليم وشكاوى الناس والأخلاق والحب والبعد - كما أن الضحكة تعود إلى وجوهنا ونحن فى لهفة إليها وهو دور مهم للفن لو تعرفون.


أعتقد أننا جميعا نتفق ان الاختيار ٣ - فى حتة لوحده- عمل غير قابل للمقارنة..

جميعنا ننتهى من صلاة التراويح ونجلس أمام الشاشة نترقب الأحداث ونعيشها، لقد عشناها بالفعل وكنا شهودا على وطن كاد أن يضيع لولا إرادة الله، لولا الزعيم الذى التف حوله الشعب وكان الجيش عمود الخيمة الذى حمانا من الانهيار، هو عمل وثائقى بامتيار يؤرخ لأهم فترة فى تاريخنا المعاصر..

لكنه فى نفس الوقت عمل فنى باقتدار يتبارى فيه كبار نجومنا: ياسر جلال وأحمد عز وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا وخالد الصاوى والكوكبة من النجوم والنجمات، فيحبسون أنفاسنا ويجذبون عقولنا.


ومفاجأة رمضان هذا العام كانت الكوميديا التى نحن فى أمسّ الحاجة لها..

نجح الكبير قوى أحمد مكى وفريقه فى سحب البساط من تحت أقدام رامز جلال ومقالبه فى مشاهدات بعد الإفطار رغم تميز رامز مع فان دام..

لكن الكبير جرعة كوميدية راقية هادئة ممتعة لا تخطئها العين.


أما مباريات التمثيل والمتعة بين العمالقة فحدث ولا حرج من طارق لطفى وفتحى عبدالوهاب فى جزيرة غمام إلى خالد النبوى والرجوع للهوى ومن توفيق عبدالحميد «يوتيرن» إلى أمير كرارة وفريق «العائدون» ومصطفى شعبان ولبلبة وصلاح عبدالله وصولا لنيللى كريم.


جرعة من المتعة تجمعنا حول الشاشة الصغيرة وتعيدنا لقوتنا الناعمة..

شكراً للشركة المتحدة ولكل من ساهم فى الإخراج والإنتاج حتى تصل إلينا هذه الأعمال الراقية والممتعة.


الإعلانات انعكاس لنجاح الدراما ومرآة لها..

وجاءت إعلانات رمضان خليطا من الإبداع والمتعة ونجحت فى جذب اهتمامنا.. ونجاح الموسم إعلانيا يؤكد نجاحه غير المسبوق دراميا..

ولولا تجمع الملايين حول الشاشات ما أنفق المعلنون هذه الملايين، فهم يثقون أن رسالتهم كانت بعلم الوصول وما أنفقوه سيجنون أرباحه.


مرت ياسمين عبدالعزيز النجمة المتألقة بأزمة صحية قاسية لكنها نجحت فى الاختبار برحمة الله وصبرها والتفاف عشاق فنها الراقى حولها..

أزمة منعتها من التواجد هذا الموسم بعمل درامى..

فاختارت أن ترسل رسالة أن الكبير كبير..

إعلانها هو الأفضل بلا منازع وينتظره كل أفراد الأسرة أو يبحثون عنه على وسائل التواصل..

ياسمين المتألقة ومعها النجم كريم محمود عبدالعزيز ننتظر عودة الفوازير على إيديكم رمضان الجاى.

كل سنة وأنتم طيبون..

ومصرنا الغالية طيبة وبخير.