منى ربيع
القضاء مهنة سامية تحتاج الى تركيز ذهني كبير فالقاضي يكون امامه مصائر الناس سواء جاني أو مجني عليه في القضية المنظورة امام المحكمة ويكون على كاهله عبء كبير، البعض يرى أن العبء على القاضي كبير خاصة مع الصيام وانتشار "الكورونا" مما يجعله طوال ساعات عمله الطويلة يرتدى "الكمامة" وكل ذلك يحتاج الى تركيز كبير، اخبار الحوادث تحدثت مع المستشار فريد نصر رئيس لجان فض المنازعات بوزارة العدل ورئيس بمحكمة جنايات الجيزة سابقا وإلى نص الحوار:-
• كيف ترى العمل على منصة القضاء في شهر رمضان عن بقية شهور السنة؟
• يرد المستشار فريد نصر قائلا: العمل في هذا الشهر الكريم لايختلف عن بقية شهور السنة لاننا نعمل فيه اكثر من ذي قبل والشيء المختلف عن الشهور الاخرى هو الصيام.
• البعض يرى ان الصيام يفقد الانسان تركيزه على العمل واحيانا يستغله البعض حجة للهروب من العمل .. هل فعلا الصيام يؤثر على تركيز وذهن القاضي ؟
• الصيام لايعني الراحة ابدا ولا يجب استغلاله في تعطيل مصالح الناس والذي يفعل ذلك فيجب ان يعرف انه يرتكب مايخالف الشرع لان الله لما يأمرنا بذلك ، فالدين يحثنا على العمل والتفاني فيه وليس الكسل ويجب ان يعرف فضل الشهر الكريم عن بقية أشهر السنة .
• ما الذي يمثله الشهر الكريم لك على منصة القضاء وهل المحكمة تستخدم الرأفة مع المتهمين في هذا الشهر ؟
• شهر رمضان مثله مثل بقية اشهر السنة والرأفة والرحمة موجودة لدى القاضي طوال اشهر السنة وليس شهر رمضان فقط ، واحيانا يكون امامنا قضايا نجد فيها المتهم قد تم الزج به لارتكاب الجريمة او وقع فيها عن طريق الخطأ والمحكمة تعي ذلك جيدا ومن هنا تلجأ المحكمة للرأفة والرحمة حتى لا يكرر فعلته ، واحيانا تلجأ المحكمة للتوبيخ وارشاد المتهم للطريق للصحيح وترى ذلك افضل من اصدارها حكم تقضي فيه على مستقبله .
• " احنا في شهر كريم نلتمس من المحكمة تطبيق الرحمة " كم عدد المرات التي سمعت فيها هذه الجملة اثناء وجودك على المنصة في شهر رمضان ؟
• يضحك المستشار فريد نصر ثم يرد قائلا : سمعت تلك الجملة كثيرا من المتهمين والدفاع واهالى المتهمين وليس في شهر رمضان فقط بل يقولها الدفاع في كل مناسبة دينية ، وانا ارى جملة " احنا في شهر كريم " تقال في كل مكان مصر حتى ينهي المواطن مصالحه ، لكني ارد عليها الالتماس بالرحمة لايلغي الحق والعدل ابدا انا كقاضي اطبق الرحمة والعدل اذا رأيت انها تتماشي مع صحيح القانون او في ظروف معينة لكنا لاأطبقها مع المذنب والذي ارتكب جريمته بكل فجور .
فالمتهم الذي يرتكب جريمته بكل فجور لماذا لم يتذكر الشهر الكريم وهو يرتكب جريمته لماذا لم يتذكر ان هناك ضحية له يريد حقه
ويستطرد المستشار فريد نصر حديثه قائلا : الرحمة مطلوبة مع العدل بشرط الا تضيع حق انسان اخر .
• ماهي ذكرياتك مع الشهر الكريم على منصة القضاء ؟
• كان هناك قضية منذ سنوات طويلة تسمى بقضية اطباء القصر العيني وظللنا نعمل في هذا اليوم لساعات طويلة نستمع فيها لشهود الاثبات في القضية واثناء ذلك حل علينا اذان المغرب واثناء ذلك وجدت سكرتير الجلسة يخرج التمر من جيوبه ورفعنا الجلسة للافطار ثم عاودنا استكمال الجلسة مرة اخرى وانتهت الجلسة في ذلك اليوم حينما اقتربنا على العشاء ، وفي مرة اخرى منذ اكثر من عشرين عاما اثناء عملي في النيابة العامة كنت اقوم بالتحقيق في احدى جرائم القتل وكان ليلة وقفة العيد وقمنا بالافطار في سراي النيابة واستمرينا في العمل حتى صلاة العيد وذهبنا للصلاة انا وامين السر وضباط المباحث ومأمور القسم .
•كيف يكون حكم البراءة والإدانة في الشهر الكريم ؟
•انا شخصيا اسعد بحكم البراءة لانني ارى في عين المظلوم الفرحة فرحتين وهي رفع الظلم عنه وكذلك فرحته بخروجه من السجن وقضائه للشهر الكريم والعيد مع اسرته ، أما الادانه او احكام الاعدام فلا يوجد في القانون مايمنع اصدار احكام ادانة في شهر رمضان فهي تذهب لمن يستحقها فيقول الله تعالى " وماظلمناهم ولكن كانوا لانفسهم يظلمون " ، فشهر رمضان لم ولن يكون حاجز للعقاب ابدا ونحن لم يمنعنا القانون من اصدار احكام الاعدام او الادانة في شهر رمضان ، لكن تنفيذ الاعدام هو فقط مامنعه المشرع في شهر رمضان والاعياد.
