سطح جودو.. ديكور رمضاني من خامات معاد تدويرها

صورة موضوعية..ديكور رمضانى
صورة موضوعية..ديكور رمضانى

قصاصات من الورق الملون وقطع من الأخشاب المتهالكة وبقايا من  القماش المهترأ ، كانت كافية بأن تجعل الطابق الأخير من المنزل لوحة فنية مرصعة بألوان زاهية ومزينة بإضاءات تشبه اللؤلؤ الساطع الذي يشع بريقه فى ارجاء المكان ، ليعم فى المكان بهجة غير مألوفة لاسيما انهاارتبطت بحلول شهر رمضان المبارك  ولكنمصدرها الحقيقى أن هذا المنزل بنى بالحب ويزين سطحه بإيدى ساكنيه ليصبح مبادرة شبابية تعم فى أرجاء عزبة النخل . 

   منذ سبع سنوات  راودته  الفكرة  عندمابدأ يتغير نظرته لسطح منزله المهجور القانط فى حى عزبة النخل شمال شرق القاهرة ، وقرر حينها أن يجعله مكان حيوياً يسر الناظرينله  ، بل ويتحاكى الجميع بطلته البهية ، وشهد  عام 2015  بداية التغيير لسطح المنزل ليحوله لمكان مليء بالبهجة وبدأ حينها تنظيف السطح والتخلص من الكراكيب ولكن ليس بأن يلقى بها ، لكنه قرر أن يعيدإستخدامها مرة أخرى .

وفى العام التالى قرر أن يدخل عنصر الزينةعلى سطح المنزل ، بإعادة تلوين جدرانه بخامات صديقة للبيئة للتخلص من شكلها المتهالكالملطخ بالبقع والنتوءات ، ليقوم بتسوية الجدران المتصدعة  وسد الشقوق الناتجة عن الرطوبة .إستمر العمل على سطح منزله حتى 2019 ليكتمل شكله المبهج ، وأصبح بعدها كل عام يغير من شكل الديكور المخصص للسطح كل عام  .

 " استخدمنا  كراكيب السطح فى التزيين وعمل الديكور " هكذا بدأ محمد امين الشهير بـ جودو الحاصل "على بكالوريوس  دار العلوم بجامعة القاهرة"  انه قام بإعادة تدوير كراكيب الأسطح واستخدامهامجدداً فى التزيين ، الخشب المتهالك الذي قام بإعادة تدويره بإستخدام ورق"الصنفرة " للتخلص من الشوائب الزائدة وإزالة الطبقة البالية  ثم طلاءه بألوان زاهية  ليعمل منه المظلة الخشبية "الأرجولة "،لتصبح أشبه بالكافيهات الكلاسيكية .   

 

  ساهمت   فترةالحظر الخاصة بتداعيات مواجهه جائحة كورونا كان ، ان يوجه طاقته الإبداعية فىترميم السطح ، وكان لديه متسع من الوقت ليبنى مظلة خشبة "برجولة" من أخشاب معاد تدويرها من المقاعد الخشبية المتهالكة والاخشاب الناتجة عن هادر البناء .  

 

   يبدأ "جودو " فى تجهيزات سطح منزله  قبل حلول شهر  رمضان بخمس أشهر  ،حتى لا يتعجل فى فى تصميم الديكور لأنه يستغرق وقتومجهود كبير،  غير مكترث  بلحظات إجهاده  ولكن يشعر بفرحة  كبيرة تمحى أثار  تعبه عندما ينظر لما أنجزه هو وأقاربه.

 منذ عامين انتشرت  الفكرة بعزبة النخل  لتصبح مبادرة فى المنطقة بتنظيف الأسطح والتخلص منالكراكيب وتزينها بزينة رمضان ، بعدما كانت الأسطح جميعها تظهر غير محبب ، وأصبحهناك العديد من الأسطح الذى تتخذ سطح جودو قدوة لهم .

   "الخشب القديم المتهالك صنعنا منهالبرجولة  والانتيكات وفوانيس من الخشب ، و ستانداتخشبية ، والكاوتش القديم عملنا منها مقاعد " هكذا  كل عام يتم تغيير شكل الديكورعن العام الذى يسبقه ، والتجديد كل عام يشعر جودو وأقاربه   بأجواء رمضانأكثر . 
 هذا العام استخدام إطارات السيارات البالية" الكاوتش "  و قام بطلائها  ووضع لها بطانة من الأسفنج لتصبح مقاعد مبهجة فىشكلها  ومريحة عند الجلوس ، وكذلك تم استخدامالكراسي الخشبية المتهالكة  ، بإعادة ترميمها وطلائها مجدداً ، واستخدام زجاجات المياهالبلاستيكية  فى الديكور  بقطعها على شكل أواني الزهور والنباتات"قصريات للزرع ".ومنها ما يوضع بداخلة لمبات لتصبح أشبهبـ الفانوس الرمضانى، وكذلك أعتمد على الزينة المصنوعة من القماش  وأعاد إستخدام قماش الخيامية لعمل فانوس كبيرمنه .

 

 أصبحت فكرة جودو تنتشر فى أرجاء عزبة النخل ، لتقضى على كراكيب الأسطع وتعيد تزينها لتحولها من مكان مهجور لملاذ آمن ، متمنياً أن تعمم الفكرة على كافة أرجاء القاهرة ومنها للأماكن المختلفة.

اقرا أيضأ:زينة رمضان.. من أهم مظاهر وطقوس الاحتفال بشهر رمضان الكريم