كريم عبد العزيز.. أسطورة الفن منذ نعومة أظفاره

كريم عبد العزيز
كريم عبد العزيز

من منا لم يشاهد فيلم المشبوه، ذلك الفيلم الذي وضع اللبنة الأولى لنجم حوّل البطولة السينمائية من الاعتماد على الشكل فقط إلى الشكل والموهبة والنجومية.


من منا لم يعجب بأداء الطفل الصغير الذي كان المحور الأساسي للنصف الثاني من فيلم المشبوه وهو يصرخ وينادي على والده بكل الخوف الذي يعتري طفلاً صغيراً مختطفاً من قبل رجال لا يعرفون الرحمة يستنجد بوالده كي ينقذه منهم.

إنه النجم كريم عبد العزيز، الذي بدأ حياته الفنية نجماً كبيراً، لم يعرف للأدوار الصغيرة طريقاً فوقف في بداية حياته بطلاً أمام عمالقة الفن في ذلك الوقت، فقدم مع عادل إمام عدة أفلام وهو طفل مازالت أدوراه فيها علامة من علامات السينما المصرية، فقدم "البعض يذهب إلى المأذون مرتين"، "قاتل مقتلش حد"، "المشبوه"، وبينها وقف أمام عملاقين من عمالقة التمثيل، الراحل محمود ياسين والواد التقيل حسين فهمي في فيلم "انتبهوا أيها السادة".


وبمجرد أن شب عن الطوق قدم أمام الأسطورة الراحل أحمد زكي فيلماً من أجمل الأفلام التي عرفتها السينما المصرية "اضحك الصورة تطلع حلوة"، وقبلها وقف أمام نادية لطفي في "منزل العائلة المسمومة" ليقدم أمام إلهام شاهين أول بطولة له في السينما المصرية في فيلم "جنون الحياة".


كان للبيئة الفنية التي نشأ فيها الدور البارز في سهولة دخوله وعمله في هذا المجال فيما بعد دون أن يكون غريبا عنه. فقد كانت بلاتوهات التصوير واللستديوهات ليست بغريبة عليه منذ صغره نتيجه لعمل والده الدائم في هذه المجالات. انضم إلى معهد السينما عام 1994، وتخرج فيه بقسم الإخراج عام 1997، فعمل مساعد مخرج لفترة وجيزة. ثم قرر التوجه إلى مجال التمثيل ليحتل الجزء الأكبر من اهتمامه في هذا المجال إلى أن جاءت له فرصة التمثيل مع المخرج شريف عرفة، ثم اختارته الفنانة سميرة أحمد للقيام بدور ابن شقيقها في مسلسل «امرأة من زمن الحب». لتكون بداية حقيقية له. ثم توالت عليه العروض إلى أن جاءت الفرصة ليلعب دور البطولة المطلقة أمام أحمد حلمي ومنى زكي في فيلم «ليه خلتني أحبك».


فوالده هو المخرج محمد عبد العزيز، وعمه هو المخرج عمر عبد العزيز. أما من ناحية والدته فشقيقاتها هما الفنانة الكبيرة سميرة محسن والكاتبة الصحفية نوال مصطفى.

قدم كريم عبد العزيز العديد من الأفلام السينمائية التي وصلت إلى 24 فيلماً أغلبها كان بطولة مطلقة، استطاع أن يحول النظرة إلى البطل السينمائي الجان من الوسيم فقط إلى الوسيم الذي يمتلك الموهبة والروح المرحة، أصبح وجود اسمه على أي تتر سواء في السينما أو التلفزيون ماركة الجودة والفرخة التي تبيض ذهباً لأي منتج.

أبدع كريم عبد العزيز خلال العامين الماضي والحالي في دور ضابط الأمن القومي، زكريا، في رائعة شركة المتحدة "الاختيار" بجزئيها الثاني والثالث، ليقلب النظرة لضابط الأمن القومي لدى الشعب المصري، من الضابط المتجهم الذي لا يعرف سوى العنف إلى الضابط المتفاهم الوسيم الذي يتعامل بإنسانية مفرطة مع كل أفراد الشعب، لكنه لا يتهاون في حق مصر بأي حال من الأحوال.


كريم عبد العزيز أسطورة جديدة ولدت من رحم الفن لتنطلق إلى عالم النجومية معتمداً على موهبة فذة لا تعرف الخطأ في عمله.