الأدباء يكتبون في وداع «مجيد طوبيا»

مجيد طوبيا
مجيد طوبيا

بمجرد إعلان وفاة الروائي الكبير مجيد طوبيا، صباح اليوم، تبارى الكتاب في كتابة كلمات مؤثرة في وداعه، إذ قال الروائي أشرف العشماوي، إن مجيد طوبيا «هو واحد من كبار الكتاب الذين تعلمنا منهم فن الرواية وروعة القص واستمتعت أنا شخصيا بقراءة معظم أعماله»، مضيفًا: «خالص عزائي لصديقه وصديقي الروائي فتحي سليمان الوحيد الذي ظل يتفانى في خدمة الأستاذ مجيد حتى اللحظة الأخيرة بمنتهى الاخلاص والمحبة».

وقد ختم تدوينته قائلاً: «ربنا يرحمك يا أستاذ مجيد وشكرا على ما تركته لنا من روايات عظيمة ستجعلك تعيش بيننا إلى الأبد».

الأديب أحمد سراج كتب أيضاً: «اللهم رد جميل مجيد طوبيا الذي كشف بفنه كل ما عاناه المصريون خصوصًا منذ نكسة يونيه حتى العبور.. اللهم رد صنيع فتحي سليمان له في حياته وأسرته ومن يحبه.. ثمة شيء أقوله لمن يعرفون هذا البلد: مصر بخير.. فحين كتب مجيد عن أحلام المصريين وأوجاعهم لم يفرق بينهم بسبب اختلاف الدين أو المذهب.. وحين أصابه ما يصيب الناس جميعًا من مرض صعب.. انتدبت مصر أحد أبنائها ليحمل هذا الأمر بابتسامة صافية ووفاء نادرٍ.. أظنها الآن لا تبكي مجيد فقط.. لكنها تعزي ابنها فتحي.. فالرحمة والسلام لمجيد والعزاء لمصر والعرفان لفتحي.. والسلام من أبناء الصمت والحب».

ومنذ أيام كتب الناقد إيهاب الملاح عن مجيد طوبيا وكأنه يودعه «هذا المبدع القدير، الذى فيه من عناوين رواياته الكثير مما يجسد بعضا من طباعه وخصاله الإنسانية، فتننى برائعته المنسية «تغريبة بنى حتحوت»، وكانت تنشر على حلقات كل يوم جمعة (لا أذكر بالدقة فى أى عام؛ لكننى أستطيع الإشارة إلى أنها كانت تنشر فى أواخر الثمانينيات أو أوائل التسعينيات بالتقريب وغالبا ما كان أحدهما إلى بلاد الجنوب والأخرى إلى بلاد الشمال. صدرت الرواية بعد ذلك فى طبعة أنيقة عن دار الشروق، وفى طبعة تالية عن دار سعاد الصباح عام 1991)».

وأضاف الملاح: «كنت أنتظرها بفارغ الصبر ليلة الجمعة، أمكث بالساعات جوار بائعة الجرائد حتى تصل عربة (الأهرام) وتسلمها نسخ الجمعة العامرة بالصفحات، وضمنها الملحق الثقافى الذى كانت تنشر الرواية على صفحاته الأولى. ولم أكن أستطيع صبرا حتى الوصول إلى المنزل، بجوار بائعة الجرائد أجلس على الرصيف وأفتح الصفحات وأشرع فى القراءة، ولا أكاد أعى بما حولى حتى تنتهى الحلقة بسردها وسحرها وعالمها المتخيل المبهج، وبتلك القدرة العارمة على التخييل والوصف ورسم المشهد بكل تفاصيله التى تجعله ماثلا أمام عينيك كأنك تشاهد فيلما سينمائيا رائعا».

وتابع: «عندما أعود إلى المنزل كنت أقص الصفحات الخاصة بحلقات الرواية وأجمعها فى أرشيف خاص ما زلت أحتفظ به حتى اليوم فوق سطوح بيتنا القديم بجوار بين السرايات والجامعة. كانت أياما رائعة؛ فيها ما نتذكره ونسعد حين نتذكره، ولله الأمر فى كل حين وعلى كل حال!».

ويعتبر الروائي والأديب مجيد إسحاق طوبيا من أشهر الكتاب الذين برزوا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ولد طوبيا في الخامس والعشرين من مارس عام 1938، بمحافظة المنيا في صعيد مصر، وكتب العديد من الكتاب المصريين والأجانب دراسات ورسائل عن أعماله منهم: عبد القادر القط، سهير القلماوي، صلاح فضل، الميلودى شغموم، إزابيللا كاميرا، وغيرهم. وتمت مناقشة رسائل علمية عن أعماله بأكثر من لغة في جامعات المنيا والجامعة الأميركية بالقاهرة والسوربون وإكس أن بروفانس وروما ونابولي ووارسو.  

أما أعماله فهي: «فوستوك يصل إلى القمر» (1967)، و«خمس جرائد لم تقرأ» (1970)، و«الأيام التالية» (1972)، و«الوليف» (1978)، و«الحادثة التى جرت» (1987)، و«مؤامرات الحريم وحكايات أخرى» (1997)، و«23 قصة قصيرة» (2001). 

وعن الروايات فكانت: «دوائر عدم الإمكان» (1972)، و«الهؤلاء» (1973)، و«أبناء الصمت» (1974)، و«غرفة المصادفة الأرضية» (1978)، و«حنان» (1984)، و«عذراء الغروب» (1986)، و«تغريبة بنى حتحوت» (إلى بلاد الشمال 1987 وإلى بلاد الجنوب 1992)، وإلى بلاد البحيرات وإلى بلاد سعد، وصدرت الأجزاء الأربعة عام 2005. 
كذلك له قصتان للأطفال: «مغامرات عجيبة»، و«كشك الموسيقى» (1980)، ومسرحية هزلية: «بنك الضحك الدولى» (2001)، ودراسات: «غرائب الملوك ودسائس البنوك» (1976)، و«التاريخ العريق للحمير» (1996)، و«ديانا ومونيكا»، و«عصر القناديل» عن يحيى حقى وعصره (1999). وله من الأفلام العديد، ولكن أشهرها هو فيلم «أبناء الصمت» الذي يحكي إحدى بطولات حرب أكتوبر.