بدون تردد

منظومة كرة القدم «١/٢»

محمد بركات
محمد بركات

 ليس من الصواب السماح لمشاعر الغضب والإحباط وردود الفعل الساخطة، التى تملكتنا جميعا جراء الأحداث التى شهدتها مباراة المنتخب القومى مع السنغال فى داكار، وأدت إلى عدم التأهل لكأس العالم، أن تقودنا إلى ضباب الرؤية أو فقدان الثقة والاستغراق فى جلد الذات.


 وفى تقديرى أنه من الخطأ تصور أن هذه الواقعة المؤسفة، هى التعبير الصحيح والدائم عن وضع مصر وثقلها، على الخريطة الرياضية لكرة القدم إفريقيا ودوليا، أو أنها تمثل نهاية المطاف لقدرتنا على المنافسة والصعود لأعلى المستويات فى السباقات القارية والدولية،...،

ذلك التصور ليس صحيحا بالمرة.
 وفى يقينى أيضا أن من الخطأ كذلك تصور أن تلك الواقعة المؤسفة رغم مرارتها، هى خاتمة المشوار المصرى، على طريق التواجد المميز والحضور الجيد فى الميدان الرياضى الإفريقى بصفة خاصة أو عالم كرة القدم الدولى على وجه الشمول.


 وفى هذا الخصوص أرى ضرورة السعى الجاد للخروج الإيجابى والسريع، من حالة الغضب الشديد والسخط البالغ التى تملكتنا جميعا جراء ما جرى، والنظر بعين الموضوعية لكل جوانب الصورة، مع التركيز والتدقيق على الجوانب الفنية والقدرات الجسدية وما يتصل بالخبرة والموهبة أيضا، وكلها من العوامل الأساسية المحددة لمستوى الفرق الرياضية وفرصها فى الفوز.


 وعلينا أن نبدأ وفورا فى البحث الجاد والدراسة العلمية الواعية، للأسباب التى أدت بنا إلى ما نحن عليه اليوم، من اعتلال و»توعك صحى» لمنظومة كرة القدم المصرية، مع الوضع فى الاعتبار أن كرة القدم تحولت من مجرد رياضة للتسلية إلى صناعة كاملة، تقوم على أسس فنية وإدارية وعلمية متطورة.
 وفى هذا الإطار علينا أن نضع هدفا واضحا نعمل للوصول إليه وتحقيقه من خلال هذه الدراسة، وهو بناء منظومة مصرية صحيحة وقوية لكرة القدم، بعيدا عن العشوائية والمجاملات وغياب الكفاءة.


«وللحديث بقية»