حكايات| حراس القطب الشمالي.. تماثيل الصباح المرعبة وأشباح الليل 

حراس القطب الشمالي.. تماثيل الصباح المرعبة وأشباح الليل 
حراس القطب الشمالي.. تماثيل الصباح المرعبة وأشباح الليل 

لا جديد في وصف طبيعة المكان فالصمت هو سيد الموقف وذلك هو المتوقع فمن يتمكن من العيش في القطب الشمالي والثلوج البيضاء النقية التي تدخل على القلوب فتزيدها نقاء من صفائها مشهد طبيعي تتميز به تلك المنطقة ولكن عليك الانتظار فليس كل ما تراه صحيحا فقد تخدعك عينيك بجمال المنظر ولكن مع التركيز ستجد الرعب يحاوطك.

ليس لكونها منطقة لا توجد بها حياة فتشعر أنك وحيدا وبلا سند في مواجهة طبيعة صامتة موحشة فعلى الرغم من هدوئها إلا أنك تجد الضوضاء تحاوط أطرافها ليس من البشر وإنما من حراسها أشباح الليل وتماثيل الصباح المرعبة فهم من يمتلكون مفاتيح هذه الطبيعة الغامضة وأسرارها كونهم جزءا منها والعجيب رغم كونهم حراس إلا أنهم لا يمتلكون سلاح سوى الرعب للحفاظ على هذه الطبيعة الفريدة لذلك عليك التعرف على الوجه الآخر من حراس الطبيعة وافضل من يعرفك بها هم "حراس القطب الشمالي" في فنلندا.

من لقبهم تشعر أنهم بشر ومن شكلهم تظن أنهم عملي فني نحته امهر فنانين العالم وصناع الجليد ولكن بالاقتراب منهم تجد بداخلهم أرواح ولكن ليست بشرية يتنفسوا ولكنهم لا يصدرون صوتا أو تتحرك صدورهم تعبيرا عن الشهيق والزفير لتعتقد أنهم أشباح ليل يتحركون من حولك لتشعر بهم ولكن لا تراهم يتحركوا فهم في ثبات عميق لتكتشف بعد ذلك أنهم ليسوا كل ذلك بل هم جزء من الطبيعة الغامضة بأشجارها الضخمة.

اقرأ أيضا | أحلى كنافة بلدى من إيد «الشيخ حسن».. علم أولاده الثلاثة الصنعة

ففي فنلندا تلك الأرض التي تغطيها الطبيعة حيث تمتلىء أرضها بحوالي 188 ألف بحيرة وتغطي الأشجار الصنبورية بها 75% من مساحتها مما يجعلها تمتلك أكثر غابات أوروبا تجد واحدة من أغرب وأجمل الظواهر الطبيعية في العالم التي تحتضنها غابة "بوريال" أكبر منطقة إحيائية إقليمية في العالم وهي ظاهرة "حراس القطب الشمالي".

وتعد المنطقة القطبية الشمالية الواقعة في شمال فنلندا أرض العجائب من بحيرات وثلوج و غابات الشتاء الفريدة التي تنتج بعض من أكثر الأشكال روعة فنتيجة معايشة هذه المنطقة لدرجات الحرارة المنخفضة والتي تترواح بين 15 و40 درجة تحت الصفر تحولت غاباتها وخاصة غابة " بوريال" إلى حراس القطب الذين لا تعرف هويتهم ففي الصباح تراهم تماثيل من جليد نحتها فنان ليس له مثيل وفي المساء تراهم أشباح مرعبة تثير الرعب في قلبك مع الوحشة التي يجلبها الجليد الممتد على مسافات واسعة ولكن حقيقتهم ليست هذا أو ذاك بحسب موقع " Curlytales".

مناظر ساحرة تحرس القطب بما تبثه في القلوب من رعب يمنع أي شخص من الاقتراب لكنها ما هي إلا جزء من الطبيعة الصامتة الناتجة عن التغير في درجات الحرارة مابين الصيف والشتاء فعندما يحل الشتاء القارس تبدأ هذه الكائنات في الظهور وفي الصيف تختفي تماما حتى أن القبائل المجاورة لهذه المنطقة ظلوا لسنوات أن المنطقة ما هي إلا منطقة رعب مسكونة باشباح تظهر خلال فصل الشتاء وعليك عدم الاقتراب.

ولكن في الواقع هؤلاء الحراس ما هم إلا أشجار ضخمة عملاقة تجمدت وتغطت تماما بفعل الثلوج لتخفي معالمها فلا تتمكن من كشف هويتها أو التعرف عليها كونها أشجار الغابات الضخمة بل تبظو كتماثيل أو أشباح ليكون سبب اختفائهم في الصيف هو ذوبان الجليد وظهور الأشجار مرة أخرى.

وتدوم هذه الظاهرة لمدة 6 شهور كل عام حيث تتجمد الأشجار نتيجة انخفاض درجات الحرارة مع وجود رطوبة عالية لتظهر الأشجار على شكل بشر من أصحاب القامات الطويلة أو على اشكال دائرية وكأنه شخص يتعبد أو حتى تبدو وكأنها كائنات ضخمة وعلى الرغم من اختلاف أشكالها وأحجامها إلا أن روعتها وتفردها جذبت الباحثين إلى التخييم وسطها في هذا الجو القارص لأيام متتالية حتى يراقبوا تطوراتها ويلتقطوا لها صور تحولها من أشجار المثلجة إلى حراس القطب الشمالي عناصر حماة الطبيعة.