رٌكن الحواديت

ما يطلبه المشاهدون

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

جاء شهر رمضان المعظم، ويتعشم الملايين أن تقدم القنوات الفضائية أطباقًا من دراما طازجة، تثرى العقول، وتراعى حُرمة الشهر الفضيل، وتلامس واقع حياتهم المعيشية، بعيدا عن مشاكل لاعبى الكرة، أو قصة كفاح راقصة، أو ما يعانيه أهل المنتجعات.  

ننتظر أعمالًا إن لم تزرع الفضيلة؛ فلا تغرس القبح فينا، نريدكم أن تنقلوا مشاكل الفقراء فى مصر، الذين لا يسكنون القصور- كما تصور الدراما الكاذبة- والتى لا تستحى فى الفاصل الإعلانى من الشحاذة باسمهم!

لا ننتظر برامج مقالب سخيفة مدفوعة الأجر، ومسبوقة التسطيح، فما يعانيه غالبية المشاهدين من مقالب الأسعار ولؤم بعض التجار، لا يحتاج عناءً، فى الدخول بوصلات ضحك.. ولكنه ضحك كالبكاء.

نريد إعلانات عما يُيسر معيشة محدودى الدخل - كجزءٍ من مسئوليةٍ مجتمعيةٍ واجبةٍ على أى منفذ إعلامي- ولا ننتظر منكم إعلانات لجمعيات أغلبها يتسول باسم الإنسانية، ويستجدى فئةً فرغت جيوبها حتى من الأحلام.

نريد برامج طهى تنتمى لغالبية هذا الشعب، يشعر مقدموها بمعاناة الناس فى تجهيز وجبة اقتصادية حقيقية، لا وجبات مقاديرها بأسعار أسطورية، لا يعرفها إلا قليل.  
وإلا.. فلتكن هناك قنوات للأثرياء وما يشغلهم فقط، وحينها سيكون باقى المشاهدين فى معزل اختيارى عمّا تقدمون.