ساعات مع شباب الوادي الجديد

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

بقلم: أحمد السرساوي

ساعات مبهجة قضيتها مع شبابنا الواعد بجامعة «الوادى الجديد».. بالمحافظة التى تشغل وحدها نحو ٤٤٪ من مساحة الجمهورية.. والتى أحب تسميتها «بينى وبين نفسي».. المحافظة الخضراء أو «محافظة النخيل» لأنها تضم وحدها ما يقارب ٥٠٪ من أعداد النخيل فى بلادنا.
 شغفى بالوادى الجديد بدأ مبكرا عندما قرأت وأنا بالمرحلة الثانوية رواية «فساد الأمكنة» للكاتب الكبير صبرى موسي، ومعظم أحداثها تدور فى منطقة جبال أبو طرطور حيث أشهر مناجم الفوسفات بالمحافظة.

من وقتها.. وكان حلمى زيارة المنطقة ورؤية الأماكن الحقيقية لأحداث الرواية، وهو ما تحقق بعدها بسنوات عندما عملت بأخبار اليوم منتصف التسعينيات، وتكررت خلالها زيارات العمل مرارا إلا أنها توقفت منذ ١٠ سنوات تقريبا.

لذلك عندما وصلتنى دعوة كريمة من د. عبد العزيز طنطاوى رئيس الجامعة لمشاركة  الأستاذ والأخ والصديق اللواء د.نصر سالم  ندوة تتحدث لشبابنا حول «تحديات الأمن القومى المصري، وعلاقتها بحروب الجيل الرابع» .. لم أتردد لحظة خاصة أنني  كنت تواقا لاكتشاف ما تغير بالوادى الجديد بعد عقد من الزمان!.

أكثر ما يعجبنى فى شخصية أهالى الجنوب المصرى وخاصة محافظات قنا وأسوان والوادى الجديد هو تحليهم وتمسكهم بالأخلاق الرفيعة وبالأدب المفرط، والذكاء الحاد المجدول بنقاء القلوب وصفو الابتسامة.

تضم محافظة الوادى الجديد خمس أو ست مدن كبرى هى الخارجة والداخلة وباريس والفرافرة  وبلاط وموط،تتبعها نحو ٤٧ قرية ووحدة محلية ، ويقطنها نحو ٣٠٠ ألف مصرى ومصرية، نصفهم شباب قابلنا عدداً كبيراً منهم فى حرم الجامعة الفتية التى لا تقل فى تطورها وإمكانياتها عن أى جامعة حكومية من جامعات الصف الأول..

تطورت المحافظة جدا، وأنشأت جامعتها منذ ٣ أعوام  وتضم ٧ كليات حاليا هى الآداب والزراعة والتربية والعلوم ، والتربية الرياضية والطب البشرى والبيطري، لكن أكثر ما أبهجنى شباب الجامعة  الذين التقيناهم بثقافتهم وعلمهم واهتمامهم بالتكنولوچيا  وبتعلم اللغات ومتابعتهم لما يجرى فى العالم من علوم وتطور وأحداث.. وعدت من هناك مستبشرا أكثر بمستقبل بلادي.