ضياء جميل
المرأة دائمًا مخلوق عجيب نحتار دائمًا في أمرها .. تارة تكون رومانسية وتارة أخرى تكون أشد قسوة من أعتى الرجال.
هذه الواقعة بطلتها ربة منزل استعانت بنجلها وصديقه ونفذوا سطوًا مسلحًا على محل ذهب بمدينة نصر بعد الاعتداء على مالك المحل ثم استولوا على كمية كبيرة من المشغولات الذهبية وفروا هاربين ولكن سرعان ما نجح رجال المباحث في القبض على المتهمين.
ما هي حكايتهم؟! وكيف ألقت الشرطة القبض على المتهمين؟! .. هذا ما سنعرفه من خلال السطور التالية..
غادة سيدة في نهاية العقد الرابع من العمر.. من أسرة بسيطة الحال بمدينة السلام بدأت قصتها منذ خمس سنوات مضت عندما انفصلت عن زوجها بعد نشوب العديد من المشاكل بينهما ومن وقتها وأصبحت غادة لا تدري ماذا تفعل.. لديها ابن وحيد اسمه حسن هو كل شيء بالنسبة لها.. طلبت من حسن أن يبحث عن عمل لكي يساعدهما في توفير متطلبات الحياة ومن وقتها وبدأ حسن عمله فرد أمن في أحد المولات بمدينة نصر..
كان يخرج في الساعة السادسة صباحا ويعود آخر اليوم مرهقً من شدة التعب.. استمر على هذا الحال بضعة أشهر وكانت حياته تسير بشكل عادي وفي يوم ما كان يجلس مع صديقه محمد على المقهى وأثناء ذلك عرض عليه محمد أن يتاجر معه في الاستروكس حيث المكسب السريع، وبالفعل وافق حسن وبدأ يبيع الاستروكس على المدمنين بمناطق شرق القاهرة حتى ذاع صيته وزكم أنف رجال المباحث الذين ألقوا القبض عليه وصدر ضده حكم بالحبس عامين.. وبمجرد أن خرج من السجن لم يرتدع وبدأ يفكر حسن في طريقة لجمع المال في أسرع وقت حتى اختمرت في ذهنه فكرة سرقة محل ذهب ملك رجل ثري بشارع عباس العقاد بمدينة نصر..
عرض الأمر على والدته وسرعان ما شجعته على تنفيذ الجريمة وهنا اتصل بصديقه محمد وطلب منه الحضور لمنزل وجلس مع والدته ووضعوا الخطة لتنفيذ السطو المسلح على المحل.. وراقبوا المحل على فترات وعلموا بمواعيد العمل وتواجد الزبائن داخل المحل ويوم التنفيذ دخلوا إلى المحل بعد أن تأكدوا بأن صاحب المحل يجلس بمفرده وأشهروا الأسلحة في وجهه وهددوه بالقتل في حالة الاستغاثة بأحد.. هنا قام حسن ومحمد بجمع كل المشغولات الذهبية من المحل ولم يكتفيا بذلك بل اعتديا على صاحب المحل بأسلحة بيضاء واستوليا على جهاز التسجيل الخاص بالكاميرات حتى يصعب الوصول إليهما ثم فرا هاربين من المحل.
وصل حسن إلى والدته وأعطاها المسروقات وجهاز التسجيل وبدأ يفكرون في طريقة لبيع الذهب ولكن سرعان ما ألقى رجال المباحث القبض عليهم.
جروح بالجسم
عقارب الساعة تجاوزت العاشرة مساءً بينما كان المقدم إسلام مقبل رئيس مباحث قسم أول مدينة نصر يتابع الحالة الأمنية بدائرة القسم وفجأة أخبره الحارس بأن هناك شخصًا
ما يريد مقابلته لأمر هام.. دقائق قليلة وكان رئيس المباحث يجلس أمامه وطلب منه أن يقص عليه ما حدث فأخبره بأنه يدعى محمد مالك محل للمجوهرات بدائرة القسم مصاب بجروح متفرقة بالجسم وأقر بأنه حال تواجده بالمحل عمله حضر له شخصان واعتديا عليه بالضرب باستخدام سلاح أبيض وسرقة مشغولات ذهبية، مبلغ مالى، جهاز تسجيل ولاذا بالفرار.. بلاغ خطير منذ بدايته وعلى الفور أخطر رئيس المباحث اللواء أشرف الجندي مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة الذي أمر بتشكيل فريق بحث برئاسة اللواء نبيل سليم مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة وضم اللواء عبد العزيز سليم نائب المدير العام للقبض على المتهمين.. هنا أطلق ضباط المباحث لسيقانهم العنان وقاموا بمعاينة محل الواقعة وقاموا بتفريغ كاميرات المراقبة بمحيط المحل وسؤال الشهود لتتبع خط سير المتهمين، بإجراء التحريات وجمع المعلومات تحت إشراف اللواء عمرو إبراهيم مدير المباحث الجنائية أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة «حسن ومحمد» لهما معلومات جنائية وعقب تقنين الإجراءات تمكن الرواد مازن خاطر وأحمد الوكيل وأحمد البحيري ومحمد جاد الحق وعبد الحميد العلقامي ضباط مباحث القسم من ضبطهما وبحوزتهما السلاح الأبيض المستخدم فى ارتكاب الواقعة وضبط طبنجة، فرد خرطوش، عدد من الطلقات مختلفة الأعيرة وبمواجهتهما أمام العميد علاء خلف الله مفتش المباحث اعترفا بارتكابهما الواقعة وأقرا باقتسامهما للمشغولات الذهبية المستولى عليها وإنفاقهما للمبلغ المالى على متطلباتهما الشخصية وأضاف حسن باستعانته بوالدته غادة فى التخلص من جهاز التسجيل بإلقائه بالطريق العام وأنها على علم بملابسات الواقعة وأمكن ضبط الأخيرة، وعُثر بمسكنها على كمية من المشغولات الذهبية وبمواجهتها بأقوال نجلها أيدتها كما تم بإرشاد المتهم الثانى ضبط باقى المشغولات الذهبية المستولى عليها مخبأة داخل حقيبة لدى أحد معارفه.
تحرر المحضر اللازم وأمر اللواء أحمد عطية مساعد فرقة مدينة نصر والعميد هيثم التهامي مأمور قسم أول مدينة نصر بإحالة المتهمين إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.
