شخصيات و حكايات

حسام غالى.. والمعدن النفيس الغالي

حسام غالى
حسام غالى

شوقى حامد

مشوارى فى بلاط صاحبة الجلالة زاخر بالمواقف حاشد بالأحداث ملىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طال لأكثر من أربع حقب زمنية.. فقد استحق التسجيل واستوجب التدوين.. وعلى صفحات «آخرساعة» أروى بعضا من مشاهده.


كنت من أشد المعجبين بموهبة ومهارة لاعب الأهلى القادم من نادى بيلا حسام غالى.. وتوقعت له التألق والتعملق واجتياز الآفاق المحلية والظهور والبروز بالمجالات العالمية.. وتنبأت له بقطع المشاوير الاحترافية.. ومن شدة إيمانى بإمكانات هذا الموهوب سمحت لنفسى أن أوجه له بعض النصائح التربوية فى تغطياتى اليومية لتدريبات الأهلى بجريدة الأخبار خاصة وقد لمحت فيه نوعا من التمرد والتفرد وبعض الاندفاع والذى قد يبلغ حد التهور..

 

وفى إحدى التدريبات وخلال وجودى بمدرجات التيتش مع كل من المهندس عدلى القيعى والكابتن طارق سليم فوجئنا بأحد الأعضاء يتساءل أين شوقى حامد؟ وملامحه تتطاير شررا وغضبا.. وحاول القيعى بكياسته ولباقته امتصاص غضبه واحتواء انفعاله وبادره قائلا: ماذا تريد من شوقى حامد؟ غير أننى لم أمنحه أكثر من هذا السؤال، وفاجأت الرجل اعتمادا على كونى أحد رجالات الصاعقة السابقين: أنا المذكور إياه وماذا تود معرفته؟ فرد بنفس الأسلوب: لماذا تقسو على ابننا حسام بهذه الشدة؟.. صدمته متهكما: لأننى أود أن أحتل موقعه بالفريق وأزيحه من طريقى.. وأردفت ابنك إذا كنت لا تعلم لديه مواهب ومهارات تفرضه على أفضل أندية العالم كمحترف، لكنه فقط يحتاج لبعض التوازن الانفعالى وهدوء الأعصاب ولعلى سعيت من خلال نصائحى أن أجهزه وأهيئه نفسيا لوضعه على أول طريق الاحتراف..

 

ولم يكن من الرجل -الذى عرفت فيما بعد أنه من أعمامه- إلا أن اعترف بأن قريبه حسام يعانى من الوحدة القاهرية وأن أسرته تشكل له أهمية قصوى وهى بعيدة عنه فيشعر بافتقادها وبالغربة.. ولو أن حسام غالى استفاد من النصائح وحاول اكتساب بعض من نواقصه لأصبح أفضل محترف مصرى فى العالم الرياضى الأوروبى.. وغالى الذى يتبوأ الآن مكانة برلمانية متميزة فضلا عن عضويته بمجلس إدارة الأهلى وشركة الكرة بالنادى من مواليد ١٥ ديسمبر ٨١ وبدأ كلاعب بنادى بيلا ثم انتقل لقلعة الجزيرة وشارك مع الفريق الأول عام ٢٠٠٠.. وأهلته موهبته للانضمام للمنتخب ولعب ٥٥ مباراة دولية وكانت أولى مبارياته عام ٢٠٠٢ وشارك فى بطولتى أفريقيا ٢٠٠٤و ٢٠١٠.. احترف غالى فى نادى توتنهام هوتسبير الفترة 2006/2009.

 

سبق لغالى الاحتراف فى نادى فينورد الهولندى وانتقل منه لتوتنهام ثم ديربى كاونتى وبعد مشكلته الشهيرة التى كانت مع المدير الفنى مارثن يول لنادى توتنهام عندما خلع قميصه وألقاه فى وجه المدرب لم يعد حسام مطلوبا فى الأندية الأوروبية فانتقل للاحتراف بنادى النصر السعودى لثلاث سنوات متصلة وعاد للأهلى من جديد غير أن عالم الاحتراف استهواه فرجع إلى النصر السعودى عام ٢٠١٧ لموسم واحد وقرر بعدها اعتزال الكرة وأقام مهرجان اعتزاله على ملعب هزاع بن زايد بالإمارات بين الأهلى- فريقه الأصلى- وإياكس الهولندى وانتهت لصالح الأهلى بهدف نظيف وكان ذلك فى ١١ مايو ٢٠١٨.. مكنته سماته الشخصية وصفاته القيادية من العمل كمدير لفريق الجونة الصاعد للممتاز حديثا واستمر فى عمله عدة سنوات غير أنه فضل العمل والإسهام فى إدارة شئون الكرة والتكليفات التى يوليها إليه قيادات الأهلى على العمل التخصصى مع الاحتفاظ بكامل حقه فى الاضطلاع بأية مهام إضافية.