حوار| زينب عفيفي: أكتب لتشفى أوجاعي

زينب عفيفى: أكتب لتشفى أوجاعى
زينب عفيفى: أكتب لتشفى أوجاعى

حوار: عاطف محمد عبد المجيد

زينب عفيفى كاتبة وروائية مصرية، تكتب وتعيش فى هدوء، رقيقة فى كتابتها وفى تعاملها مع الآخرين حتى أطلق عليها لقب سفيرة الحب. تكتب فى الأدب والثقافة، وقد تُرجمت بعض أعمالها إلى اللغة الإنجليزية، وحصلت على عدة جوائز وتكريمات. تناقش فى أعمالها الروائية قضايا إنسانية وحياتية مهمة. لها العديد من الأعمال الإبداعية منها: هؤلاء يعترفون، امرأة مهتمة بالقراءة، موعد مع الورق، كلام فى منتهى الأدب، عفوًا لأنى أحببتك، أهدانى حبًّا، أحلم وأنا بجوارك، شمس تشرق مرتين، خمس دقائق، وآخر ما أصدرت كانت روايتها «معكِ تكتمل صورتي» عن الدار المصرية اللبنانية، وعنها دار هذا الحوار. 

 بصدور روايتك الأحدث «معكِ تكتمل صورتي» هل ترين أن صورتك الروائية قد اكتملت؟ 
لا يوجد مبدع حقيقى يرى أن عمله الجديد مكتمل غالبًا يرى أن هناك شيئا ما ينقصه، أو فكرة ما كان لابد وأن يضيفها أو يناقشها من خلال روايته التى كان لابد أن تكتمل، هناك دومًا شيء ناقص نبحث عنه، وحين نتخيل أننا وجدناه، نجد أنفسنا نبحث عن شيء جديد.

ولا أجد أن صورتى الأدبية قد اكتملت، لأننى لو رأيت ذلك أو رآه أى مبدع فهذا يعنى نهايته، وطوال عمرى سيبقى هناك شيء لابد أن نكتبه أو نعبر عنه، فالكتابة لديَّ هى وجع لابد من كتابته حتى تشفى أوجاعي، وهى أوجاع مستمرة لا تتوقف كطبيعة الحياة وما فيها من احتياجات، نحتاجها ولا نقدر عليها أحيانًا.

القراءة تشفينا من الأحزان والأوجاع  مغرمة بالكتابة بشكل عام دون تصنيف  هناك هوة واسعة بين ما يحدث داخلى وما يخرج على الورق

الكتابة كما أراها هى تجربة للكاتب نفسه وفى نفس الوقت تعبر عن تجارب الأخرين، وهى تجارب كثيرة لا نهائية، مستمرة بوجود المبدع ذاته أو بعد رحيله، فلا يوجد اكتمال فى الإبداع مهما بلغ ذروته من النجاح.


 فى أكثر من رواية لكِ تَحْضر العاصمة الفرنسية باريس بقوة كمكان تقع فيه أحداث الرواية.. من أين جاء عشقكِ لباريس؟
لم تكن باريس أول مدينة زرتها فى حياتي، ولكنها المدينة الحلم التى أحببتها من طرف واحد، كعاشقة للمدن والسفر والترحال قبل زيارتها، وحين زرتها للمرة الأولى فى حياتى خلال رحلة تدريبية كمحررة صحفية فى جريدتيْ «الليموند» و «ليبراسيون»، أُغرمت بها وصارت مدينة للذكريات الحلوة.

المدن لا تقل إبهارًا فى حياتى كما يحدث معى لبعض البشر، حين تلتقى شخصية ما ويصيبك الإبهار بما تمتلكه من وعى وثقافة كذلك يحدث فى حالة المدن، وهذا ما فعلته باريس فى قلبي، بقيت بداخلى لا تغادرني، أحببتها ووجدت نفسى أكتب عنها كخلفية مكان فى روايتين من أعمالى هما: رواية «أهدانى حبًّا» وروايتى الأحدث «معك تكتمل صورتي» لتبقى باريس حلم يتجدد بالكتابة.


 «أهدانى حبًّا»، «أحلم وأنا بجوارك»، و «معكِ تكتمل صورتي».. هل ترين أننا نحتاج الآن إلى هذه العناوين الرومانسية؟ أم هى عناوين خادعة للقاريء لتمرير أفكار وفلسفات أخرى؟


العناوين الروائية لا تحتاج عصر أو وقت بعينه لتعبر عنه، العناوين لابد وأن تعبر عن مضمونها بشكل مراوغ، كى تلفت نظر القارئ، وكما يقال فى أمثالنا الشعبية «الكتاب من عنوانه»، وبالنسبة لعناوين معظم رواياتى تميل بالفعل إلى العناوين الرومانسية لأنها تشبهني.

وتشبه ما أكتبه، حتى لو كانت رواية سياسية مثل «أهدانى حبا» أو اجتماعية مثل «أحلم وأنا بجوارك»، أو نفسية مثل رواية «معك تكتمل صورتي»، فهناك دومًا خط رومانسى فى كل ما أكتبه، حتى فى مقالاتى الأسبوعية فى جريدة أخبار اليوم. فى رواية «أهدانى حبًّا» عنوانها يعكس مدلول رومانسى رغم أن الحبيب هنا أهداها حب الوطن.

وفى رواية «أحلم وأنا بجوارك» هى قصة امرأتين: أم كفيفة وابنة رفضت الزواج لتبقى بجوار أمها؛ تقرأ لها الروايات التى أحبتها كل منهما وصنعا معها عالمًا لا تستطيع أى منهما الابتعاد عنه لتظل كل منهما بجوار الأخرى تحلم وتحب بجوارها من خلال أبطال الروايات. أما رواية «معك تكتمل صورتي» فهى رفض فكرة الفقد والموت.


عودة إلى روايتك «معكِ تكتمل صورتي».. ماذا تمثل الصورة فى حياة زينب عفيفى الشخصية أولًا والروائية ثانيًا؟
تمثل الصورة فى حياتى ثبات اللحظة، لتبقى ذكرى حية، إذا خذلنا النسيان، وهذا ما عبرت عنه فى مفتتح الرواية: إننا لا نعرف قيمة اللحظة الآنية إلا حينما ترحل وتبقى ذكري، ولأننا لا نثق فى الذاكرة، فكان لابد من تسجيل لحظاتنا الهاربة بالصورة..

ومن هذا الفعل أو اليقين فى الصورة تدور أحداث الرواية، حين تفقد البطلة توأمتها التى تمثل الأنا الأخرى تقوم بتصوير نفسها فى كل مراحل عمرها لتبقى صورتها فى الواقع والخيال مكتملة رافضه فكرة الفقد أو الموت، لأن الصورة سجلت لحظات العمر.


 حدثينى عن علاقتك بالمصادفات سواء على المستوى الشخصى أو المستوى الإبداعي..هذا حديث يطول لأن حياتى مليئة بالمصادفات، ففى بداية دخولى كلية الإعلام؛ كانت تُجرى حينذاك امتحانات شفهية وتحريرية كى يتم القبول فى الكلية التى تشترط أن تجتاز اختبارًا شفهيًّا وآخر تحريريًّا.

وتصادف أن يكون فى لجنة الاختبار الشفهى كل من أستاذى جلال الدين الحمامصى الذى درس لى الصحافة المثالية فيما بعد، والأستاذ محمد فتحى الملقب بـ «كروان الإذاعة المصرية»، وكنت واحدة من بين آلاف المتقدمين للالتحاق بمعهد الإعلام، كما بدأ اسمه ثم تحول إلى كلية الإعلام، معظم المتقدمين كانوا أبناء كتاب وأدباء، أو لهم أقارب فى مجال الأدب والفن والثقافة، وكنت من القلة الذين ذهبوا للالتحاق بهذه الكلية دون قرابة أو معرفة بأحد من مشاهير الأدب والثقافة، لكن اسمى أوحى لأعضاء اللجنة أننى ابنة الكاتب الساخر» محمد عفيفي» وبالمصادفة كنت من عشاق كتاباته، وكان السؤال الشفهى الأول: هل أنت ابنة محمد عفيفى الكاتب؟ قلت: نعم أنا ابنة محمد عفيفي، لكنه ليس كاتبا.

 

ربما أثارهما الرد فبادرنى كروان الإذاعة: ماذا قرأت له؟ قلت: رواية «حكاية بنت اسمها مرمر» وكانت حينذاك تنشر مسلسلة فى مجلة صباح الخير. فمال كروان الإذاعة على الأستاذ جلال الحمامصى هامسًا، فهمت من حركة شفتيه، بأنه يتأكد من المعلومة، فرأيت الأستاذ يهز رأسه بالإيجاب، واجتزت الاختبار وصرت طالبة فى كلية الإعلام.


 ثم توالت المصادفات فى حياتي؛ ففى المرحلة الثانية من كلية الإعلام، كان لابد أن يتم تقسيم طلبة قسم الصحافة إلى مجموعات للتدريب فى الصحف والمجلات، وجاء حظى بأن أتدرب فى مجلة «أخر ساعة» مع الكاتب الصحفى الشهير أنيس منصور الذى تصادف وجوده رئيسًا لتحريرها، ليصبح فى ما بعد موضوع لبحث مشروع التخرج من كلية الإعلام، بعد ما تعلمت منه فن الكتابة الصحفية مباشرة، وقبل رحيله وفى أثناء مرضه قام بتوزيع مكتبته، فأهدانى أكثر من مائتى كتاب أغلبهم من كتبه موقّعة بـ إهداء ثابت: إلى العزيزة زينب. 


ولم تتوقف المصادفات، بل صارت طريقى فى العمل الصحفي، فلم أسع لنيل شيء أحببته، كل الأشياء التى منحنى الله فى حياتى كانت محض مصادفة. الإبداع لم يخضع للمصادفة بشكل تام، جزء تم بوعى وهى الكتابة وجزء خضع للمصادفة كأن تحظى أغلفة كتبى الأولى بريشة الفنان يوسف فرنسيس، وأن تصدر أعمالى من دور نشر كبري، وأن تلاقى أعمالى قبولًا جيدًا وسط كتابات جيدة بأغلفة متميزة.


 كنت تقدمين صفحة أسبوعية فى جريدة أخبار اليوم تهتم بالكتب والمبدعين، وقد كانت بالفعل متنفسًا جيدًا وجميلًا فأين هى الآن؟ 
قدمت صفحة الكتب فى جريدة أخبار اليوم على مدى ما يقرب من عشرين عامًا، وحصلت على جائزة التميز فى مؤتمر أدباء مصر فى عام 2015 كأفضل صفحة ثقافية متميزة فى الصحافة المصرية، وحققت الصفحة نجاحًا فى تقديم وجوه أدبية جديدة إلى جوار حوارات أدبية وثقافية وفكرية تضمنها كتاب بعنوان «موعد مع الورق»، بالإضافة إلى تقديم أحدث الإصدارات، ليس فى مصر وحدها بل فى العالم العربى والغربي.

وللأسف لم تعد تصدر منذ عامين لظروف الأحداث التى مر بها العالم إثر انتشار فيروس كورونا وتأثيره على الاقتصاد بشكل عام، وتخفيض عدد صفحات الجرائد، والاهتمام بنشر الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتوارت صفحة الكتب إلى أن اختفت تمامًا. 


على أى شيء تراهن زينب عفيفى إنسانيًّا وإبداعيًا؟
مهنتى الأولى هى الصحافة، وهى رهانات على الأفكار والموضوعات، فهى تعتمد على الدلائل والوقائع والأحداث، أو قد تحدث بناءً على نظريات سابقة أو أحداث ذكرها لنا التاريخ، ومن هنا يمكن أن أراهن على حدث أو فكرة أكتبها أو أناقشها، فالصحافة تولد من رحم الرهانات والتوقعات بناء على خبرات سابقة أو حالية أو قادمة، أما الكتابة الأدبية فهى حالة مختلفة، الخيال هو العمل الأساسي، والكذب كلما كنت صادقًا فيه صارت كتاباتك مقبولة.

ومن هنا تقل المراهنات فى الإبداع، لأنها فى الأصل تولد من الخيال الذى يخضع للاحتمالات، ويصبح الرهان فى تقبل القارئ لأعمالك أو عدم تقبلها وفقًا لذائقته وهنا تسقط الرهانات على الإبداع. أما على المستوى الإنسانى فلا أفضل الرهانات وأترك مصيرى للقدر، مع اتخاذ الحذر ومع أداء واجبى كما يجب أن يكون بقدر ما أستطيع، نحو نفسى ونحو الآخرين دون تقصير.


 تتساءلين فى روايتك الأحدث: أين هو الحب الحقيقى فى هذا العالم المجنون؟ ..فهل اختفى الحب من حياتنا؟
الحب لا يمكن أن يختفى من حياتنا، لأننا ولدنا جميعا بالحب الإلهي، وإذا لم نجده كما يقول نزار قبانى لاخترعناه، لكن المشكلة أن الحب اتخذ صورة مختلفة غير التى اعتدنا عليها، وإذا كنت وصفته بالجنون فى روايتى «معك تكتمل صورتي» كنت أقصد هذا الجنون الذى أصاب العالم بالصخب، مما أحدث تشويشًا لصور الحب الذى حلمنا به وقرأنا عنه ورأيناه فى الأفلام والقصص، وبين أهلنا فى بيوتنا القديمة. لا يوجد قلب لم يهزه الحب، لكن كيف نتفاعل مع من نحب؟ فهناك حب أعمي، وحب مبصر، وحب يقتل. 


 حين نعانى من الخيبة ومن ضياع الحلم ماذا نفعل؟
ردود أفعال الخيبة وضياع الحلم تختلف من شخص لآخر، وتتوقف على نوع الخيبة وفقدان الحلم إذا كانت خيبة لا يمكن تعويضها أو حلمًا مستحيلًا لا يمكن تحقيقه. بالنسبة لي، واجهت خيبات كثيرة وسرقة أحلام عديدة، لكن ولأننى عنيدة بطبعى كان مع كل خيبة أمل ومع كل حلم مسروق يولد حلم جديد، ولا تزال تصيبنى الخيبات ولا أزال أقاوم بالكتابة.


هل صحيح نجد فى الواقع ما هو أقوى وأغرب وأجمل من الخيال، كما جاء فى روايتك «أحلم وأنا بجوارك»؟
حين نكون قادرين على تحويل الواقع الصعب إلى واقع ممكن أن يعاش، وهذا يتطلب قدرة فائقة من الخيال، فإذا لم يوجد الخيال لقتلَنا الواقع. وفى رواية أحلم وأنا بجوارك تحولت الوحدة فى بيت لا يسكنه غير أم وابنتها إلى واقع متسع بالروايات وأبطال الحكايات. 


 هل ترى زينب عفيفى أن القراءة قادرة على أن تشفى من الأحزان بالفعل؟
القراءة ليست قادرة على أن تشفينا من الأحزان فقط، وإنما هى قادرة على علاجنا من الأوجاع. القراءة عوالم مختلفة تستطيع أن نتعلم منها كيف نواجه مشكلاتنا بصور لم تكن تخطر على بالنا لو لم نقرأ. القراءة حياة موازية. وهناك الكثير من الأدباء والفلاسفة أفنوا حياتهم فى كتابة وتحليل ماذا تعنى القراءة فى حياة البشر مع اختلاف الأجناس والهويات واللغات.

هل لك أن تصفى لى غرامك بالرواية مقارنة بغرامك بالقصة القصيرة؟
فى الحقيقة أنا مغرمة بالكتابة بشكل عام دون تصنيف، ثم يأتى التصنيف وفقًا لمحتوى الفكرة، وغرامى الأول بالرواية القصيرة أو ما يقال عنها «النوفيلا» أحب كتابتها وقراءتها أيضًا، ومعظم رواياتى تتصف بالروايات القصيرة.


بعيدًا عن روايات زينب عفيفي.. ما هى الرواية التى أعجبتك فى الفترة الأخيرة، وما هى مواصفات الرواية التى تجذب إعجابك؟
بطبيعتى أميل إلى الروايات التى تثير داخلى أسئلة لم تخطر على بالى قبل قراءتها، ونوعية هذه الروايات المفضلة عادة أجدها فى أعمال ستيفان زفايغ، ودوستويفسكي، وهما من أهم الأدباء الذين أفضل قراءة إبداعهم، لكن فى الفترة الأخيرة أدهشتنى رواية «المسخ» لفرانز كافكا، ورواية «البطء» لميلان كونديرا التى ما زالت قيد القراءة.

وأنا فى غاية الانبهار من تناول فكرة البطء بكل مميزاتها والسرعة بكل إخفاقاتها من خلال قصة قصيرة جدًّا، تدور حول قصتيْ حب مختلفتين من حيث الوسائل والغايات: القصة الأولى كانت فى زمن القرن الثامن عشر، قصة حبيبين اتسمت بالبطء ولكنها ذات معنى وقيمة، أما العلاقة الثانية فقد كانت فى زمننا الحاضر، قصة تميزت بالعجلة والسرعة التى أدمنها الإنسان المعاصر أكثر من اللازم، وهذا ما جعل العلاقة تتسم بالانفصال وسرعة الافتراق. هى علاقة بين العلاقات الوجدانية القديمة والحب الحقيقي، والحب السريع الذى يشبه الأكل، سريع ولذيذ لكنه غير مفيد.


على صفحتك الخاصة على فيسبوك تنشرين أقوالًا لمشاهير فى شتى مجالات الحياة..ما الذى يدعوكِ إلى هذا؟ أو لمَ تفعلين هذا؟
ما أكتبه على صفحتى على الفيسبوك، هو خلاصة تجربتى فى الحياة، وتجربتى فى القراءة، وأحيانًا أكتب فقرات من عمل قيد الكتابة كى أستشف منه رأى القارئ أحيانًا فى رؤيتى لبعض الأشياء والأفكار.

وتحضرنى مقولة هيجل عن بعض الأقوال المأثورة للأدباء والمفكرين الذين اخترت من بينهم ما يتفق وقناعاتى الشخصية: إنها الحكمة لأعلى المراتب التى يمكن أن يتوصل إليها الإنسان، فبعد أن تكتمل المعرفة ويصل التاريخ إلى قمته تحصل الحكمة، وبالتالى فالحكيم أعلى شأنًا من الفيلسوف، والحكمة هى المرحلة التالية والأخيرة بعد الفلسفة.

إنها ذروة الذرا وغاية الغايات وهنيئًا لمن يتوصل إلى الحكمة والرزانة. وهذا ما أحاول أن أقدمه على صفحتى من أقوال المشاهير لتعم الفائدة للجميع فالتواصل الاجتماعى فى رأيى تواصل معرفى فى الأساس.


 ماذا تنتظر زينب عفيفي؟ وما الذى يقلقك مؤخرًا؟ وما هى طموحاتك الروائية؟
الانتظار فعل قاتل للروح وخاصة للأشياء التى لا تأتى فى موعدها أو لا تأتى مطلقًا، وكلما حطمت محطات الانتظار فى حياتى تولدت غيرها، وكأنى على موعد مع الحلم الأبدي. وما يقلقنى حاليًّا هو ألا أستطيع منح أبنائى السعادة والقدرة على تحقيق أحلامهم. 


أما طموحاتى فمنها أن أحقق ما أفكر فيه على الورق، فهناك هوة واسعة بين ما يحدث داخلى وما يخرج على الورق، وهذا ما يصيبنى دومًا بالقلق بأن ما كتبته ليس مثل ما تصورته وأردته، مع أننى فى لحظة الانتهاء من أى عمل إبداعى أشعر أننى ليس لديّ ما سأضيفه إليه بعد ذلك، ويحدث ذلك غالبًا كلما خرج عمل لى من المطبعة وأصبح بين يدى القارئ.

 

اقرأ ايضا | أنيس منصور يطالب ببابا نويل عربي