بايدن: احتمال شن روسيا هجومًا كيميائيًا على أوكرانيا هو «تهديد حقيقي»

 الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الأربعاء 23 مارس، إنّ احتمال شن روسيا هجومًا كيميائيًا على أوكرانيا هو «تهديد حقيقي».
وفي وقت سابق، غادر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، متوجها إلى أوروبا، اليوم الأربعاء 23 مارس، حيث سيشارك في قمة زعماء حلف شمال الأطلسي "الناتو" ومجموعة السبع، ويلقي كلمة أمام قادة الاتحاد الأوروبي.

ويعد الغرض الرئيسي من تلك الجولة هو تنسيق رد فعل إضافي للغرب على الوضع في أوكرانيا، حيث صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك ساليفان، خلال بيان من البيت الأبيض، أن الرئيس يتوجه إلى أوروبا "للبناء على الوحدة المذهلة التي بنيناها مع الحلفاء والشركاء، والتشاور بشأن الخطوات التالية".

ويتوجه بايدن أولا إلى بروكسل، حيث تعقد قمة قادة "الناتو" يوم غد الخميس 24 مارس، ثم يعقد اجتماع المجلس الأوروبي يومي 24-25 مارس، حيث من المتوقع أن يلقي بايدن كلمة هناك. كذلك من المزمع أن يعقد اجتماع لزعماء مجموعة السبع (G7) يوم غد.


وقال ساليفان: "سيحضر الرئيس القمة الطارئة لقادة (الناتو)، واجتماع قادة الدول الصناعية السبع الكبرى (G7)، ويوجه رسالة إلى قادة الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي أثناء اجتماع المجلس الأوروبي".

وخلال تلك الاجتماعات، سوف تطرح قضايا المساعدات العسكرية لأوكرانيا والضغط على روسيا بمزيد من العقوبات، سواء من خلال تطوير تدابير جديدة أو تشديد الإجراءات القائمة.

وأضاف ساليفان: "سيعلن عن عمل تعزيزي مشترك يختص بأمن الطاقة الأوروبي، وتقليل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي".

علاوة على ذلك، فإن بايدن، وفقا لساليفان، يخطط جنبا إلى جنب مع الشركاء، لإعلان عقوبات جديدة ضد روسيا، دون أن يحدد مع أي من شركاء الولايات المتحدة الأمريكية ستفرض هذه العقوبات.

ومن بروكسل، سيتوجه بايدن إلى بولندا، حيث يلتقي هناك بالعسكريين الأمريكيين، ومع خبراء في مجال المساعدات الإنسانية، وكذلك سيلتقي الرئيس البولندي، أندريه دودا.

اقرأ أيضًا: رئيس الوزراء الروسي: نعمل على اتخاذ إجراءات لمعالجة المشاكل المالية

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 28  على التوالي، منذ بدايتها في 25  فبراير المنصرم.
 

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.