ضحية الزواج العرفي..الأم باعت رضيعها لضابط المباحث بـ 250 ألف جنيه

ضحية الزواج العرفي
ضحية الزواج العرفي

كتبت | منى ربيع 

مازال البعض يسيء استخدام وسائل التواصل الإجتماعى ويستغلونها في ارتكاب جرائمهم ظنا منهم أن تلك المواقع ليس عليها رقيب وانهم بعيدين عن أعين الأمن، ليستخدمونها بأريحية كبيرة في إرتكاب كل ماهو خارج عن القانون، لكن هناك عيون لا تنام ترصد هؤلاء لتقع بهم كصيد سهل ثم يزج بهم خلف القضبان. 


هذا ماحدث بالضبط في قضية سيدة ارادات بيع طفلها على احدى صفحات التواصل الإجتماعى "فيس بوك" بعد زواجها عرفيا من أحد الأشخاص، كانت تراه وصمة عار وفضيحة لأنها تزوجت سرًا، فكرت كثيرا بمساعدة زوجها في التخلص منه حتى أتت لهما فكرة شيطانية وهي بيعه والكسب من وراء ذلك وتقسيم الربح الحرام فيما بينهما، لكنهما سقطا في ايدي رجال وحدة مكافحة الجريمة المنظمة بالادارة العامة بمباحث القاهرة بعدما نجح احد المصادر السرية في إيهامهما برغبته في شراء الطفل ليسقطا في المصيدة بكل سهولة ويتم تقديمهما للعدالة والتى أصدرت حكمها بسجن الزوجين ثلاث سنوات وتغريمهما 100 الف جنيه،  تفاصيل القضية ترويها السطور التالية. 

 

بالرغم من أن الواقعة تفاصيلها ترجع الى شهر نوفمبر من العام الماضي 2021 الا ان احداثها تعود الى عدة سنوات، عندما احبت صباح احد جيرانها في المنطقة يدعى محمود حيث يكبرها بـ 11 عاما، ونظرا لتأخرها في الزواج من وجهة نظرها لأن كل من في عمرها في المنطقة تزوجوا وانجبوا أطفالا، فهي كانت تشعر بأن قطار الزواج قد فاتها على الرغم من ان عمرها لم يتعد السادسة والعشرون، فكانت دائما تشعر بالنقص وانها يجب ان تكون افضل من بنات منطقتها، حتى وجدت ضالتها المنشودة في محمود جارها، والذى شعر بما تفتقده فبدأ يلقي عليها كلمات الغزل والحب حتى وقعت في حبه، شعرت ان الدنيا ابتسمت لها، في كل يوم يمر عليها كان حبها له يزيد أكثر وأكثر، استمر ارتباطها به عاطفيا عامان، وفي كل مرة تطلب منه الزواج يتحجج بأنه غير جاهز على الرغم من اقترابه من عامه الأربعين، هددته أكثر من مرة انها ستتركه لكنها لم تستطع بزعم أنها تحبه بجنون وهو كان يستغل ذلك الحب اسوأ استغلال. 


زواج عرفي

في بداية عام 2020 طلب منها ان يتزوجا عرفيا لأنه لا يستطيع الاستغناء عنها، وفي الوقت ذاته ظروفه المادية لا تسمح بأن يكون الزواج رسميًا، في البداية رفضت صباح طلبه، وطلبت منه ان يتزوجها على يد مأذون وان يتقدم لطلب يدها من أسرتها، لكنه أخبرها انه لا يستطيع الزواج وانه يجب عليها ان تقف بجانبه وان زواجها منه سيظل لفترة مؤقته ثم سيعلن ذلك الزواج امام الجميع في الوقت المناسب. 

 


صدقت صباح حديث حبيبها المعسول على امل ان يتزوجها رسميا بعد عدة أشهر كما وعدها، تزوجته عرفيا، كان يلتقيا في شقة أحد اصدقاءه، ضاقت صباح من تلك اللقاءات السرية خاصة بعد ان بدأت أسرتها تشك في تصرفاتها، طلبت من محمود ان ينفذ وعده لها لكنه ظل يماطلها، وبعد عام كامل شعرت صباح بشيء يتحرك في أحشائها، ذهبت للطبيب وهي خائفة والذى طلب منها بعض الفحوصات ليخبرها انها حامل في شهرها الأول، نزل الخبر على صباح كالصاعقة فقد كان لديها امل ان ما تشعر مجرد اوهام لكن الطبيب صدمها بالحقيقة التى كانت تخشاها. 


اسرعت الى محمود تطالبه بإعلان زواجهما قبل ان يفتضح امرها، لكن محمود رفض طلبها وطلب منها ان تتخلص من الجنين، حاولت صباح كثيرا لكنها فشلت فإرادة الله كانت أقوى مما تريد، لتقرر اللجوء لإحدى قريباتها في احدى المحافظات تعيش لديها طيلة فترة الحمل بعيدا عن أسرتها، وظلت خلال هذه الفترة تلح على محمود أن يتزوجها رسميا لكنه اخذ يماطلها، وفي النهاية اخبرها بأن حملها سيقف بينهما، لأنه كيف سيواجهون الناس به قبل الزواج. 


تشتري طفل!

يطلب منها التخلص من الطفل فور ولادته، ضاق الحال بصباح خاصة بعد ان فاجئتها آلام الولادة، وانجابها لصغيرها، لم تستطع مواجهة اسرتها ولم تستطع ايضا التخلص من صغيرها، اخذت تلح على محمود في مقابلتها ليساعدها في التخلص من الصغير او الزواج منها، وهنا هداه عقله الى فكرة شيطانية وهي بيع الصغير لأسرة لاتنجب ويكسب الاثنان من وراءها مبلغ مالى يساعدهما في الزواج، وافقت صباح على فكرته الشيطانية في بيع صغيرها فكل همها في الدنيا التخلص من الفضيحة والزواج ممن احبه قلبها مهما كلفها الأمر، انشأت صباح حسابًا وهميًا على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، ودخلت احدى الصفحات المساه، "لمن يمتلك ولديه أطفال للتبنى او الكفالة"، وهناك عرضت منشورًا بأن لديها طفل للتبنى ومن يريده عليه أو عليها ان يتواصل معها! 


في هذه اللحظة كان أحد المصادر السرية لوحدة مكافحة الجريمة المنظمة بالإدارة العامة بمباحث القاهرة يرصد ما تفعله صباح، والذى بدأ في التواصل معها لشراء الطفل بمبلغ 250 ألف جنيه، ارسلت صباح صورة الطفل واخطار صادر من احدى المستشفيات الحكومية مدون به اسمها في خانة الام وكذلك صورة من تحقيق شخصيتها. 


بدأ الأثنان يتفقان على مكان اللقاء لإتمام عملية البيع، وأخذا صباح ومحمود ينتظران ذلك الميعاد بفارغ الصبر ففي يوم وليلة سيصبح الاثنان من الأثرياء، وفي الميعاد المحدد ذهبا الاثنان وبرفقتهما الطفل لبيعه، ليكون في انتظارهما رجال وحدة مكافحة الجريمة المنظمة، احيل الزوجان الى النيابة العامة وهناك لم تستطع صباح انكار الاتهامات وتحريات رجال المباحث حيث اقرت بما أسفرت عنه التحريات بقيامها بعرض صغيرها للبيع بناء على تحريض من زوجها، بينما اعترف محمود انه والد الطفل وانه تزوج منها عرفيا وعقب علمه بحملها قام بتحريضها على بيع الطفل حتى يتخلصا من الفضيحة، واجهت جهات التحقيق المتهمين بما جاء في المحادثات على تطبيق "الماسنجر" والتى تضمنت كافة الاتفاقات، فلم يستطع احد منهما الانكار، واقرت صباح بأن الحساب الالكترونى ملكا لها وكذلك الهواتف المحمولة التى ضبطت معها، وقررت النيابة عرض المتهمين والطفل على الطب الشرعى لاجراء تحليل DNA  لتؤكد نتيجته؛ ان الطفل ابنهما وعلى الفور قررت النيابة العامة حبسهما، وإحالتهما الى محكمة جنايات القاهرة دائرة الاتجار بالبشر برئاسة المستشار محمد الجندي، وعضوية كل من المستشارين أيمن عبد الخالق، ومحمد أحمد صبري، وبعد عدة جلسات أصدرت المحكمة حكمها بسجنهما ثلاث سنوات وتغريمهما 100 الف جنيه.

اقرأ ايضا | 10 سنوات سجنًا لـ «برنسيسة» الإتجار بالبشر