في الشارع المصري

الراحِمونَ يرحمهم الرحمنُ

مجدي حجازي
مجدي حجازي

بقلم: مجدي حجازي

ما أحوجنا هذه الأيام إلى التراحم فيما بيننا، فإن الرحمة والتراحم سبيلنا إلى صلاح أحوالنا، حيث وصف الله أهل الإيمان بقوله تعالى: ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ «الفتح: 29»، كما أنهما مخرج لنا مما نحن فيه من هموم ومصائب وأزمات، تحل بهما المشاكل وتلبى الحاجات، مصداقًا لقول الرسول : «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» «رواه مسلم عن النعمان بن بشير».

ورحمة الله أوسع بنا، وعافيته أنفع لنا، ولو آخذنا بذنوبنا لأهلكنا وهو غير ظالم لنا، ولكنه بعباده رؤوف رحيم، لو فتح سبحانه باب رحمته لأحد من خلقه، فسيجدها فى كل شىء، وفى كل موضع، وفى كل حال، وفى كل مكان، وفى كل زمان، فرحمته وسعت كل شىء، كما إنه لا مُمسك لرحمته، قال تعالى: ﴿مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ «فاطر:2»، وفى الحديث القدسى: قال رسول الله : «قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك، ولا أبالى، يا ابن آدم إنك لو آتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لآتيتك بقرابها مغفرة» «رواه الترمذى وصححه الألبانى».. وقال رسول الله  فى الحديث الذى رواه الترمذى: «الراحِمونَ يرحمهم الرحمنُ ارْحموا مَنْ فى الأرض يرحمكم من فى السماء»، مفسَّر بالرواية الأخرى لهذا الحديث «ارحموا أهل الأرض يرحمْكُم أهلُ السّماءِ» «رواه الإمام أحمد وصححه الحاكم «بشواهده»».

الله سبحانه وتعالى أرحم بنا من أنفسنا، ومن رحمته علينا أن دعانا للتراحم بعضنا البعض، هذا ما يتسق مع دعوة المصريين لأهلهم تجار المحروسة فى هذا الزمان حتى يكونوا رحماء، عند تسعير بضائعهم وألا يغالوا فى أسعارها حتى نتجاوز الأزمة، خاصة أنهم على قدر المسئولية التى هم أهل لها.. والله غالب على أمره..
وتحيا مصر.