رحلة عمرها 2022 عامًا.. عندما هربت العذراء لمصر ومعها المسيح طفلا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

خرجت السيدة العذراء ومعها المسيح الطفل من مدينة بيت لحم، في رحلة من أشهر رحلات التاريخ، خوفًا من قتل طفلها وتوجهت من هناك إلى الأرض الطيبة إلى مصر، وأمضت السيدة مريم في ربوع مصر 3 سنوات، واشتهرت هذه الرحلة باسم «رحلة الهروب»، ولكن ما هي تفاصيل هذه الرحلة المثيرة؟

 

نشرت مجلة آخر ساعة في عددها الصادر بتاريخ 8 مايو عام 1968، تفاصيل الرحلة المقدسة، وهي قصة رحلة من امتع وأشهر رحلات التاريخ القديم، التقط تفاصيلها محرر آخر ساعة من فم المهندس «فوزي منصور» مهندس معماري يهوى تصوير جميع الأماكن المقدسة في العالم وأصبح فيما بعد المستشار الفني للكنائس والأديرة المصرية الأثرية في مصر.

 

نبوءة مروعة
 

كان ذلك منذ 2022 عامًا تقريبًا، عندما أصدر ملك اليهود «هيروديس» أمرًا بقتل كل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين وثلاث سنوات، وذلك خوفًا من النبوءة التي قالت: بأن طفلاً قد ولد سيكون له شأن كبير وسوف يغير معالم الدنيا.

 

وجاء الملاك إلى العذراء مريم، وهي تحمل المسيح وأمرها بأن تهاجر إلى مصر خوفًا من قتل رضيعها، وفي الليل ركبت مريم والمسيح على حمار – وسيلة الانتقال الوحيدة لدى فقراء ذلك العصر- وتسللت إلى مصر عن طريق صحراء سيناء، ثم مضت إلى مدينة بسطا بالشرقية التي سميت فيما بعد باسم «تل بسطة».

 

بالقرب من الزقازيق

 

ثم ذهبا إلى مكان يسمى «منية صرد» ويسمى الآن مسطرد بالقرب من الزيتون، وقد بنيت فيه فيما بعد كنيسة العذراء مريم، ومن هناك ذهبوا إلى بلبيس وبها شجرة يدفن المسلمون موتاهم حولها تبركًا بها.

 

ومن «بلبيس» استمرت مسيرة العذراء والمسيح الذي كان يبلغ في هذا الوقت عامين، فذهبوا إلى «منية جناح» ومنها إلى «سمنود» فالبرلس.

 

واستمرت مسيرة العائلة المقدسة، فعبروا فرع النيل إلى الجهة الغربية إلى قرية «سخا» بكفر الشيخ، وقد بنيت في هذه البقعة كنيسة باسم العذراء وبجوارها مغطس تم بناؤه على الطراز الروماني، وتضم الكنيسة والمغطس ديرًا ظل عامرًا بالرهبان حتى عام 910.

 

ويقال أن المسيح والعذراء مريم باركا هذا المكان فصار فيما بعد عامرًا بالرهبان على اختلاف درجاتهم الروحية، ثم اتجهت العائلة المقدسة في مسيرتها إلى «عين شمس»، ثم إلى المكان المعروف حاليًا بـ«المطرية» واستظلوا تحت شجرة هناك تعرف بشجرة مريم وهناك أنبع سيدنا عيسى عين ماء شرب منه وباركه، ثم غسلت فيه العذراء ملابس الطفل وصبت غسالتها على الأرض فأنبت الله في تلك البقعة نباتًا عطريًا ذا رائحة جميلة وهو المعروف باسم نبات البلسم.

 

واستمرت المسيرة المقدسة فساروا جنوبًا إلى «فسطاط مصر» في منطقة تعرف باسم «بابليون» وهي مصر القديمة، وهناك سكنوا المغارة التي وجد فيها فيما بعد كنيسة القديس سرجيوس وباخوس.

 

وفي هذه المنطقة عرفت السيدة العذراء بأن ملك اليهود «هيرودوس» قد مات وعاد الأمان وفي إمكانها أن تعود إلى فلسطين، فرحلت بعد ذلك إلى الصعيد واستوطنت في دير «المحرق»، ويقال أنها مكثت في هذا المكان لمدة 6 أشهر و10 أيام.

 

واستمرت رحلة العائلة المقدسة في مصر مدة 3 سنوات، وكانت الأماكن التي تهبط فيها العذراء والمسيح ينبع منها الماء وتخضر أرضها، ويقال أنها كانت تختبيء في الأماكن البعيدة في معابد مصر فكانت حينما تدخل المعبد تتحطم هياكله أمام العذراء والمسيح كما يقال عن مغارة أبي سرجة.

 

وبعد ذلك عادت العذراء والمسيح مرة ثانية إلى فلسطين وهناك ظلت معجزات المسيح تتوالى، وأخذ ينشر رسالته، رسالة الحب والسلام.  

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم