كبار علماء الأزهر تحيي ليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

عقدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، اليوم الخميس، ملتقاها العلمي التاسع في رحاب الجامع الأزهر، تحت عنوان "تحويل القبلة ووسطيَّة الأمَّة.. معطياتٌ ودلالاتٌ"، بحضور الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، وفضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الأسبق، كما أحيت ليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة.

كما حضر الدكتور حسن الصغير الأمين العام لـ هيئة كبار العلماء، وفضيلة الدكتور عبدالفتاح العواري العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والشيخ محمد زكي بداري الأمين العام السابق للدعوة بالأزهر.

في بداية اللقاء أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، أهمية استغلال هذه الأيام المباركة في التضرع إلى الله -تعالى- مستنكرا كل من يتقول على ليلة النصف من شعبان، ومن يرد أحاديثها، لافتا إلى أن الكذب على الرسول بادعاء قول لم يقله يعرض صاحبه للوعيد الشديد؛ كذلك من يرد حديث ثبت حسنه.

وأوضح أن هذه الليلة المباركة كانت النفحة الربانية في الإعلان عن هذا الحدث العظيم، حيث أشار المولى -عزوجل- في قرآنه الكريم:  "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ".

وتابع: "تحويل القبلة كان إشارة لوسطية الإسلام، والتنبيه بقدسية الأقصى الذى كان يمثل القبلة الأولى وإسراء النبي، وكان منه معراجه إلى السماء، وفي المسجد الأقصى صلى بالأنبياء إماما".

وأوضح الدكتور عباس شومان في كلمته، أن الله قد أحب أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وكان تحويل القبلة حدثا صعبا على عامة الناس، فكشف الله به المشركين والمنافقين، وقال المؤمنون سمعنا وأطعنا بينما ارتاب غيرهم، مضيفا أن ذكرى تحويل القبلة التي نحتفي بها اليوم، شاهدة على تسليم المؤمنين لأمر الله، مشددا أن المسلم الحق حين يمر بهذه الأحداث يخرج باليقين، ويتمسك بكتاب الله وسنة نبيه ويعرض عن الجاهلين.

وأضاف الدكتور حسن الصغير، أن كتاب الله حين ذكر لنا حادثة تحويل القبلة ساقها فى سياق بديع، وقد جاءت الآيات لتبين الدروس والعبر لهذا الحدث الذي كان بشرى لفتح مكة، مشيرا إلى أن قضية تحويل القبلة كانت بهدف استلهام ع دروس، وأولها السمع والطاعة لأمر الله، والإعراض عن الجدل والتشكيك الذي لا طائل منه.

وأشار الدكتور عبد الفتاح العواري، إلى أن تحويل القبلة له الكثير من الدلالات والعبر التي ينبغي ألّا  تمر مرور الكرام، و حري بكل مسلم أن يعتبر بها، حتى تعود الأمة إلى هذا الدين العظيم، لافتا إلى أن أمة الإسلام ذاقت الويلات من الحاقدين بسبب ما أعطيت من منح وعطايا لم تكن لأمة قبلها، وأن هؤلاء الحاقدين لن تصف قلوبهم أبدا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، محذرا الذين يسارعون فيهم أن يبتعدوا عن مساندة المشككين، وأن يتقوا الله -تعالى- الذي بيده ملكوت السماء والأرض.

من جانبه بينّ الشيخ  زكي بداري، أن أحداث الأمة الإسلامة أسست حضارة عريقة، وأن الله يذكرنا بهذه الأحداث لنكون على قدرها، فحادث تحويل القبلة طمأنينة لمستقبل الأمة وإظهار لقدرها عندالله، فالذي أرضى نبيه هو أكرم من أن يضيع أمته، مضيفا أن الحدث هو بمثابة تجديد للإيمان والنصرة، وأن هناك ملحظ ليس بخفي على الجميع، وهو أن تحويل القبلة هو قطع الرجاء على اليهود أو بني صهيون الآن.

وجاء انعقاد الملتقى العلمي التاسع لهيئة كبار العلماء بمناسبة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام؛ في إطار ما تقوم به الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء من جهود علميَّة، تهدف للحفاظ على هُويَّة الأمَّة، والاحتفاء بالمناسبات الدينيَّة.

اقرا ايضا قبل النصف من شبعان.. علي جمعة يحذر من محبطات الأعمال وخطرها | فيديو