وكيل «دفاع الشيوخ»: الغزو الثقافي ومحاولات طمس الهوية الوطنية من أخطر التحديات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يشهد مجلس الشيوخ مناقشة طلب المناقشة العامة المقدم من النائب طارق نصير عضو مجلس الشيوخ عن حزب حماة وطن ووكيل  لجنة الدفاع والأمن القومي، وأكثر من عشرين عضـوًا، بشـأن استيضاح سياسات الحكومة حول (استعادة واستدامة الوعي الوطني في نطاق عمل كل من وزارتي الشباب والرياضة والأوقاف).

‏وجاء في الطلب المقدم إلى المستشار الجليل عبدالوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ، أنه "استنادًا لنصي المادتين ١٣٢، و٢٥٤ من الدستور، وإعمالاً لنصي المادتين 107، و108 من لائحة مجلس الشيوخ، أتشرف بأن أتقدم لسيادتكم بإدراج (طلب مناقشة عامة) موجه إلى الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ، الدكتور  محمد مختار جمعة ـ وزير الأوقاف لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن استعادة واستدامة الوعي الوطني في نطاق عمل كل من وزارتي الشباب والرياضة والأوقاف".

وأضاف: "تواجه الدولة المصرية في هذه الآونة تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة لم تشهدها من قبل على مر تاريخها المعاصر، في ظل عالم يموج بالصراعات السياسية والحروب الاقتصادية والهيمنة التكنولوجية والنزاعات المسلحة، ولقد وضح جليا من دراسة القضايا والأزمات المعاصرة أن أخطر التحديات على الدولة الوطنية هدما ذلك العدو الخفي المتمثل في الغزو الثقافي ومحاولات طمس الهوية الوطنية، وتغييب الوعى الوطني، ومحاصرة الدولة بالشائعات والنقد الهدام، ما يسهل من تفكيك قوى التماسك المجتمعي ومؤسسات الدولة الوطنية، وفي هذا الإطار فقد لعبت الحروب بالوكالة من خلال تصدير الجماعات الإرهابية، وتوجيه العقول عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتغيير نظم الحكم بالثورات والاحتجاجات الشعبية غير السلمية، أبرز أدوات إسقاط الدولة الوطنية وتدمير مقدرات شعوبها ، ما سمح بنهب ولقد خاضت مصر منذ عام ٢٠١٣ معركة استعادة الهوية الوطنية من أيدى جماعات الفكر المتطرف، وانطلقت مرحلة البناء والتأسيس لجمهورية جديدة بملحمة أشبه بالمعجزة تبنتها القيادة السياسية، وأرست قواعدها وتأسست عمائرها ، حتى برزت ملامحها وظهرت جلية تسطع أمام العالم أجمع، وغدت مصر نموذجا يحتذى به إقليميا وعالميا نظير ما حققته من إنجازات مشهودة. والمعرفة والثقافة، ما يسهم في بناء دولة حديثة قوية، تتسلح بالعلم والأخلاق والحضارة.

وتابع: "ولما كانت الدراسات والنظريات الحديثة في العلوم الاجتماعية تؤكد على أن الوعي الوطني ليس قضية فلسفية أو اجتماعية فحسب، بل هي صناعة تحتاج للتنمية، وباتت (صناعة الوعي الوطني) تتطلب وضع خطط قومية واستراتيجيات طموحة (لاستدامة الوعي الوطني)، وإزكاء روح (المواطنة الإيجابية) بالتركيز على خلق أدوات لبناء أجيال قادرة على فهم الواقع بشقيه (الحقيقي والإفتراضي) والتعامل معه بإيجابية، وتحصين الفرد والمجتمع بالقيم".

وقال إن ضرورات ومبررات الأمن القومي تتطلب وجود استراتيجية ورؤية قومية ترسم أهمية وأهداف وملامح استدامة الوعى الوطني، وتحدد بوضوح أدوار مؤسسات الدولة المعنية وأوجه التعاون بينها، وخطط رفع الوعي الإيجابي لدى فئات المواطنين كافة، ما يضمن تنفيذ هذه الرؤية بفاعلية وكفاءة واستدامة.

وتابع: "لذلك وفي ضوء ما تقدم، أتقدم بطلب المناقشة العامة لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن الإجراءات التي اتخذتها لاستعادة الوعى الوطني في نطاق عمل كل من وزارتي الشباب والرياضة والأوقاف".