وسط أجواء من الابتهالات والتسابيح| «رحمة» تستحضر روح «النقشبندي»!

وسط أجواء من الابتهالات والتسابيح | «رحمة» تستحضر روح «النقشبندى»!
وسط أجواء من الابتهالات والتسابيح | «رحمة» تستحضر روح «النقشبندى»!

محمد سرساوى

أثناء ولادة الشيخ سيد النقشبندى، نادت أمه على جميع الأولياء حتى يخففوا عنها آلام الوضع، فاستجاب الله لندائها، وصحبته أرواح الأولياء ترافقه من ميلاده حتى وفاته، كأنهم ينشدون معه جميع روائعه وابتهالاته الملائكية؛ مثل أنشودته الأسطورية «مولاى»، التى قام بتلحينها الموسيقار الفذ بليغ حمدى، وقد حاولت الأديبة رحمة ضياء كشف الجوانب الخفية التى لا يعرفها عشاق «النقشبندى» عبر روايتها الأولى التى حملت اسم المبتهل العظيم كعنوان لها، وتقول رحمة: تمنح أحداث الرواية النقشبندى فرصة نادرة للحياة من جديد، بعد أن اكتشفت أن لديه الكثير ليقوله لى- قبل أى شخص آخر- ولنصرة -بطلة روايتى- ولكل من سيقرأ ما بين السطور، وأردت أن ألعب لعبة المزج بين الواقعى والمتخيل، أن أحكى قصتين متوازيتين يتقاطعان عند نقطة ما مثلما تقاطعت حياة نصرة والشيخ «سيد» عند شارع البحر فى طنطا. وفكرت كثيرًا فى كل شخصية على حدة، حتى ظهرت لى ملامح أبطال الرواية بعد مقارنات و»سيناريوهات» كثيرة وضعتها فى خيالى وكتبت بعضها على الورق، وفى المرحلة التالية درست الشخصيتين معاً، وكيف أجعل من السهل انسجامهما حين يلتقيان. وقد تحدَّثنا مع رحمة عن روايتها الفائزة بجائزة الأديب الكبير الراحل خيرى شلبى فى السطور التالية:

اختارت بطلة الرواية- الصادرة عن دار الشروق- النقشبندى لتكتب عنه، وكان السبب أن حياتها خالية من الأفراح.. فهل يكتب الإنسان الرواية كتعويض عن ذلك؟
-دعنا نتفق أولًا أنه لا توجد حياة حافلة بالأفراح وخالية من الأتراح والأحزان، وأن هذا كان تصور ساذج من البطلة، وقد أدركت خطأها حين عرفت خبايا القصة التى لا يعلمها إلا الله وصاحبها، أما عن سؤالك لماذا تُكتب الرواية، فأتصور أن الإجابات كثيرة ربما لدرجة تجعل من الصعب حصرها.

ولكن لماذا «نصرة» تحديدًا تريد أن تكتب رواية؛ فلأنها كانت تبحث بين سطور حياة الشيخ «سيد» عن أجوبة لأسئلتها المُحيِّرة، تبحث عن الإلهام والطمأنينة التى طالما، وجدتها فى صوته وابتهالاته، تبحث عن معنى لحياتها وقيمة لوجودها فى الحياة، وبالمناسبة «نصرة» لم تر نفسها كمبدعة وأديبة، فهى تعرف حدود قدراتها، بل وتتشكك فى إمكانية إنجازها، لهذه الرواية الوحيدة، ولكنها أرادت أن تمتلك الشجاعة لتسعى وراء حلم من أحلامها الكثيرة التى تركتها تفسد على أرفف الانتظار.


ولماذا وقع اختيارك على موظفة فى هيئة الصرف الصحى، ترغب فى كتابة الرواية، رغم ما قد يبدو من التناقض؟ 
-حيرتنى «نصرة» كثيرًا بينما أشكل ملامح وجهها، وجسدها، وأنسج تفاصيل حياتها؛ لأننى أردتها أن تُشبه نساء الطبقة الوسطى التى تنتمى إليها، تُشبه الأمهات والزوجات الكادحات، اللاتى انفلت من بين أصابعهن خيط العمر دون أن يحلمن أحلاما تخصهن وحدهن بعيدا عن كونهن زوجات وأمهات.

وجاءت عليهن لحظة أو لحظات مريرة سواء مع بلوغ الأربعين أو الخمسين أو حتى قبل ذلك، وشعرن بأن الحياة انتهت ولم يعد فيها مجال لعمل ذكريات جديدة أو البدء فى السعى وراء الأحلام. أردت لقصة «نصرة» أن تنتصر لهن وتشكل إلهاماً يضىء دروبهن، ولذلك كان لابد أن تشبههن فى الشكل والظروف الاجتماعية حتى يشعرن بالتوحد مع قصتها.

وفى الوقت ذاته كنت أريد أن أمنحها من الخصوصية ما يجعلها شخصية روائية متفردة، كان من السهل أن تنسجم «نصرة» مع الشيخ «سيد» لوجود كثير من نقاط الالتقاء التى جمعت بينهما رغم اختلاف الزمن والبيئة.


هل الرواية حكاية المقرئين أم حكاية «النقشبندى» أم حكاية الأضرحة؟
-الحكاية التى كانت تشغلنى بينما أكتب هى حكاية «نصرة» وكل هذه الحكايات التى ذكرتها كنت أريد منها أن تثرى قصتها وتحقق أيضاً أهدافاً أخرى، ومن حق القارئ دوماً أن يختار الحكاية التى تعنيه وتؤثر فيه.


ذكرت جملة فى الرواية «هل أنا ممن يحبهم الله؟»، فمتى يعرف الإنسان أن الله يحبه؟
-تشعر بذلك فى قلبك، حين تغمرك محبته وتستشعر لطفه حتى فى أصعب الأوقات، وربما يفكر البعض أن الله يحبه أو غاضب عليه وفقاً لفهمنا البشرى المحدود لأفعال وأقدار الله والحكمة من ورائها.

اقرأ ايضا

المسئولة عن ملف الطفل بالأوقاف: الوزارة تقدم أحدث التقنيات لبناء الوعى