استطاع يوري جاجارين ان يحفر اسمة من خيوط من ذهب في كتب التاريخ السوفيتية، وذلك بعدما استطاع أن يكون أول رائد فضاء يصعد إلى القمر، فبعد ذلك الانجاز أصبح الاتحاد السوفيتي يتعامل معه على أنه ثروة قومية، حيث حدثت رحلة جاجارين في وقت كانت تتنافس فيه الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على التفوق التكنولوجي في الفضاء.
بدأت القصة عندما أرسل الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت مركبة فضائية سموها فوستوك الفضائية و أرسلوا فيها دمية بالحجم الطبيعي تدعى إيفان إيفانوفيتش وكلب يدعى زفيزدوتشكا إلى الفضاء، واستطاع الكلب ان يتعايش على القمر، فقررت روسيا «الاتحاد السوفيتي سابقا» ارسال رائد فضاء إلى القمر، ووقع الاختيار على يوري جاجارين، بحسب موقع Britannica.
وفي 12 أبريل 1961 عند الساعة 9:07 صباحًا بتوقيت موسكو، انطلقت مركبة فوستوك 1 الفضائية من موقع الإطلاق السوفيتي، محملة بعتاد واطعمة تكفي جاجارين لمدة ١٠ ايام، وذلك في حالة حدوث تعطل في الاجهزة او في السفينة.
خلال 108 دقيقة، دارت المركبة فوستوك حول الأرض مرة واحدة، ووصل أقصى ارتفاع لها إلى 203 ميل، لم تكن السفينة فوستوك مزوده بمحركات لإبطاء دخولها لكي تصل بسلام إلى كوكب الارض مرة أخرى، رغم ذلك على بعد نحو 4 أميال، نجح جاجارين في القفز من المركبة الفضائية وهبط بالمظلة على كوكب الارض.
أصبح جاجارين بطلا عالميا، حتى ان الاتحاد السوفيتي قرر منعه من السفر إلى الفضاء مرة اخرى للحفاظ عليه من الاذى، ولكن الحفاظ على جاجارين لم يدم طويلا حيث انه قتل بجانب طيار آخر في 27 مارس عام 1968 أثناء اختبارهم لطائرة مقاتلة نفّاثة من طراز ميج 15، تاركًا زوجته فالنتينا إيفانوفنا جورياتشيفا وابنتيه.
ويذكر أن يوري جاجارين اسمة بالكامل هو يوري أليكسييفيتش جاجارين وهو الثالث بين أربعة أطفال، وولد في 9 مارس عام 1934 في قرية صغيرة على بعد مئة ميل من موسكو، شاهد جاجارين عندما كان مراهقًا الهبوط الاضطراري للطائرة المقاتلة الروسية "ياك" بالقرب من منزله، وبعد ذلك الحدث بسنوات عرِضت عليه فرصة الانضمام إلى نادي طيران قبل العرض، وقام بأول رحلة فردية عام 1955، فقط وبعد عدة سنوات، وبعد ذلك رشح كرائد فضاء وتم قبوله، دفنت رفاته في الكرملين في موسكو كما ويعرض جزء من مركبته الفضائية في متحف RKK Energiya.
