بسبب الحرب العالمية.. «صالح سليم» محروم من كرة القدم‬

صالح سليم
صالح سليم

منذ طفولته أقام «صالح سليم» في حي الدقي في الطابق الثاني من المبنى، بينما كان يقيم في الطابق الأول المطل على الحديقة «كامل باشا الوكيل»، وكان «شمس الوكيل» أحد أبناء الأسرة يهوى أن يلعب وحده في الحديقة.

وعن هذه الفترة قال «صالح» لمجلة الرياضة: كنت أهوى مراقبة «شمس الوكيل» من الشرفة، وكان يكبرني بعدة سنوات من العمر، وقبل أن استطرد فقد أصبح هذا الصبي فيما بعد واحدًا من أكبر أساتذة القانون في مصر وشغل منصبًا كبيرًا في هيئة «اليونسكو» التابعة للأمم المتحدة.

واستكمل «صالح» حديثه قائلاً: رأيت شمس يحاول المرة بعد المرة أن يضرب الكرة بقدمه ليعيدها إلى الوراء وفي كل مرة كان يفشل، فناديت عليه من الشرفة وسألته إن كان يريدني أن أقوم بهذه الحركة التي يحاول أن يفعلها، فسألني: هل تستطيع فعلاً أن تقوم بهذه الحركة؟، قلت له: نعم أستطيع.

اقرأ أيضا| كيف ظهرت مداخن الكنافة في مصر؟.. السر مع الحاج محمد

وطلب مني «شمس» أن أنزل إلى الحديقة، ونزلت وأمسكت بالكرة ونجحت في ضربها إلى الخلف، ولما شاهدني وأنا أفعل ذلك أبدى إعجابه الشديد بمهارتي، وفي هذه اللحظة شعرت بسعادة شديدة لأنني استطعت أن أتميز بشيء عن صبي يكبرني سنًا، ومنذ ذلك اليوم أحببت كرة القدم بشدة وأصبحت جزءًا كبيرًا من حياتي.

 

وواصل «صالح» الحديث عن رحلة ذكرياته قائلاً: بعد فترة قصيرة نشبت الحرب العالمية الثانية (عام 1939)، فقررت أسرتي الانتقال من الدقي إلى المعادي للابتعاد عن مناطق الخطر المعرضة للضرب بالقنابل، ثم اتضح لنا فيما بعد أن منطقة المعادي أكثر تعرضًا للضرب والخطر من الدقي لوجود عدد من الفرق الإنجليزية بها.

 

وفي هذه الأثناء، توقفنا عن لعب كرة القدم وكانت الرياضة المتاحة لنا هي صيد السمك من الترعة التي كانت تخترق الحي الذي كنا نقيم فيه، وكنا أيضًا نركب الدراجات أو نذهب إلى نادي المعادي؛ حيث نمارس بعض الرياضات الأخرى المختلفة، وحتى في النادي لم ألعب كرة القدم بانتظام كما كنت أمني نفسي.

 

ولما اشتد القصف حولنا رحلنا من حي المعادي وعدنا مرة ثانية للإقامة بحي الدقي، وأقمنا في شارع «عكاشة»، وبالتالي تركت مدرسة المعادي وألحقت بمدرسة «الأورمان» الابتدائية بالصف الثاني الابتدائي، وكان معهد التربية الرياضية في ذلك الوقت موجودًا في حديقة مدرسة الأورمان وأصبحت أمارس كرة القدم كل يوم في هذه الحديقة في الصباح الباكر قبل بداية اليوم الدراسي.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم